أبو عمارة بقيادة جديدة ” لقاء مع مهنا جفالة أبو بكري”

لقاء بيبرس أرمنازيلم تتوقف كتائب أبو عمارة للمهام الخاصة عن استهداف الشخصيات المهمة للنظام في مدينة حلب المحتلة، ولم يكن آخرها استهداف الدكتور (الشبيح) جمال حمندوش، ولم تفتر قوة كتائب أبو عمارة في الداخل المحرر على الرغم من استهداف قائدها مهنا جفالة، بل يبدو أنَّها حافظت على جميع نقاطها على الجبهات مع النظام، شاركت في تحرير مدينة إدلب وكان لها عناصر مقاتلة في جيش الفتح.للتعرف أكثر إلى منهجية عمل أبو عمارة ودورها في الثورة السورية قامت صحيفة حبر بزيارة مهنا جفالة، وكان اللقاء الآتي.متى سيعود مهنا جفالة إلى عمله في الكتائب؟” عُدت إلى العمل في الكتائب، والآن أنا معهم وأحضر جميع الاجتماعات وأشارك في القرارات المهمة التي تخص كتائب أبو عمارة، وأقيم في المقر بشكل شبه دائم، لكني لا أستطيع العمل في الجبهات، وأتمنى أن أعود إليها، لكن هذا ممكن بعد عدة أشهر حتى يتم تركيب أطراف صناعية”هل سيتغير منهج أبو عمارة بعد هذه الحادثة وإصابتك؟”لا يوجد تغيير، لأنَّني حاضر بين الأخوة، وإن كان حضوري في المقر أقل من قبل، لكنني معهم في جميع اجتماعات مجلس الشورى ولا أتوقع وجود تغيير، وإن كان ثمة تغيير فأنت تتكلم على أفراد يحملون أفكاراً غير أفكار أبو بكري ومن معه، فهذا أمر مرفوض، لأنَّنا نأخذ قراراتنا بعد اجتماع في مجلس الشورى، وأبو بكري لا يأخذ قرارات من رأسه ليتغير هذا الأمر، فهناك مجلس شورى يتخذ القرارات، والقيادة الجديدة المتمثلة بأبو الخطاب لا يمكنها اتخاذ القرار وحدها دون العودة إلى مجلس الشورى”من الذي اختار القيادة الجديدة لأبو عمارة؟”مجلس شورى أبو عمارة هو الذي صوت على هذا الأمر ووضع أخونا أبو الخطاب قائداً جديدا”هل كان للبيان الأخير الذي صدر عن أبو عمارة ضد (الدولة الإسلامية) سبب لاستهدافكم؟”بعد إصدارنا البيان قال لنا كثير من الناس إنَّ (تنظيم الدولة الإسلامية) هو الذي فجر سيارة أبو بكري. لكن البيان الأخير الذي أصدرناه والعمل الذي نقوم به ليس أقسى من البيانات والأعمال التي صدرت عن فصائل أخرى، وخرجوا لمقاتلته علناً، والغريب في الأمر أن يستهدف التنظيم شخصاً بوقت قصير نسبياً بعد بيان بسيط بالنسبة إلى باقي البيانات القوية الأخرى، ونحن لا يوجد عندنا جبهات مع التنظيم، فهذا الأمر نستبعده، لأنَّ أي تفجير يحتاج إلى دراسة ووقت ولا يكون بهذه السرعة الكبيرة، لكن في الفترة الأخيرة كان هناك تحركات مريبة ومراقبة ضد أبو عمارة، وقد اختفيت عن الأنظار لفترة بسيطة تحسباً لأي استهداف محتمل”الجميع ينتظر أخبار عن ملابسات وخفايا تفجير سيارة أبو بكري، فهل هناك معلومات جديدة؟”بعد حدوث التفجير أصبح هناك عدة تحقيقات، وهناك أمور جديدة أصبحت تتوضح أكثر من قبل، والأمر متابع عن قرب ومن الممكن أن يكون هناك أمور نصرح بها للعلن”لماذا تُتَّهم أبو عمارة بأنَّها فرع من تنظيم الدولة الإسلامية؟!هذا اتهام مرفوض روَّج له كثير من الناس الذين يحقدون على أبو عمارة وبعض المفسدين الذين لاحقتهم أبو عمارة، فهم من يروج لهذه الأكاذيب، ولأنَّ أبو عمارة لم تقاتل التنظيم، ونحن سمعنا كثيرا من هذا الكلام غير الصحيح، فأبو عمارة مستقلة منذ 2011 حتى الآن وقرارها من داخل أبو عمارة ولا تأتيها أية قرارات من الخارج، وقد خرجنا في كثير من الأحيان من تكتلات بسبب وجود شروط عند الداعمين، وكان عندنا مشاكل مع الداعمين دوماً ولا يوجد عندنا داعم إلى الآن بسبب القرارات المستقلة لأبو عمارة”تعتبر أبو عمارة مصدرًا للرعب في مناطق النظام، بسبب قيامها بعدة عمليات اغتيال لمسؤولين كبار و(شبيحة)، كيف تستطيعون أن توازنوا بين وجودكم هنا في المناطق المحررة وعملياتكم في حلب المحتلة؟”بدأ العمل في سَرِيَّة أبو عمارة للمهام الخاصة بشخص واحد، وبعدها ازداد العدد شيئاً فشيئاً، وكنَّا قد وقعنا في بعض الأخطاء في الفترة الأولى لكننا تعلمنا منها الكثير، وهذا ساعدنا على الخبرة في إكمال الأعمال على أحسن وجه، الآن هناك أخوة يعملون في مجال التدريب والتجهيز والأمنيات، وهذا الأمر صعب جداً وهؤلاء العناصر لا نراهم في كتائب أبو عمارة ولا يتدخلون في العمل، وهذا الفصل بين المهام يساعدنا على ألَّا يكون هناك عشوائية في العمل”لماذا لا تسعى كتائب أبو عمارة إلى الاندماج مع فصائل أخرى توافقها المنهج لتكون فعالة أكثر؟”المشكلة ليست في كتائب أبو عمارة ،عندنا منهج ثابت دائماً مستقرين عليه، لكن هناك تبدل سريع في المناهج من بعض الفصائل على الأرض، وليس السبب أبو عمارة، ومرد هذا الشيء الواقع الذي نعيشه والدور الكبير الذي يلعبه الداعمون في التحكم بالفصيل المدعوم من قبلهم، وهذا التخبط على مستوى حلب المحررة،  فأن أحمل فكراً خاصا بي وأتخلى عنه بمجرد لقائي مع شخص فهذا أمر خطير جدا، ونحن في أبو عمارة لم نرَ الفصيل الذي يمتلك منهجا ثابتا لا يبدله ولا يخضع لتبدلات سريعة وغريبة، لكن ننتظر أن يكون هناك فترة استقرار في حلب، لنبحث عن فصيل يوافق أبو عمارة في المنهج لكي نتحد معه”الآن أصبح عندنا في مدينة حلب ثلاث غرف عمليات غرفة (تحرير حلب) وغرفة (أنصار الشريعة) وغرفة (عزة حلب) فهل هذا الانقسام صحي، وما سبب هذا التشرذم؟”في بعض الأمور يمكن أن يكون صحيا، فهناك فصائل ممكن أن تعمل بطريقة عسكرية معينة في الاقتحام كدخول الاستشهادي أولاً وبعدها دخول المقاتلين، وهناك فصائل عندها طريقة أخرى في العمل والتفكير والإيديولوجيا التي عندهم، وهذا يمكن أن يسبب غرفًا متعددة، لكني أقول إنَّ المسبب الأكبر والرئيس للانقسام هو الداعم الذي يقدم السلاح والمال ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة كرفض فصيل معين في غرفة معينة مدعومة من قبله”الجميع يقول: إنَّ تحرير مدينة حلب سيشكل ضربة قوية للنظام، وقد شُكلت غرفة (عمليات تحرير حلب) ووُجهت إليها كثير من الانتقادات والسخرية، بسبب زحفها البطيء ومحاولة تبرير ذلك، فهل لحلب حالة خاصة كما يقول البعض؟”هذا صحيح، كان هناك انتقادات كثيرة لهذه الغرفة، وكنَّا قد شاركنا فيها وأردنا لها النجاح، لكن ثمة واقع يجب أن نفهمه وهو أنَّ الانتصارات التي كانت في إدلب ليست فقط لأهالي إدلب أو الفصائل الموجودة هناك، بل كانت الانتصارات لجميع الفصائل المشاركة في المعركة، وقد شاركت فصائل حلبية في معظم المعارك كالسلطان مراد وكتائب أبو عمارة وغيرهم من جميع الفصائل التي ذهبت لتحرير مدينة إدلب، وهذا يعني أنَّ الفصائل الموجودة في حلب شاركت في تلك المعارك، لكن هناك صعوبة في فتح معركة ثانية في وقت واحد، لكن سأقول لمن يقول لماذا لا تعملوا على تحرير حلب؟ أولاً يجب ألَّا يكون طموحنا كبيرا من دون معرفة الواقع الموجود، وأعتقد أنَّ غرفة (عمليات تحرير حلب) أخذت طموحا كبيرا جداً للأسف، وسأقول عندما نريد فتح معركة حلب يجب على الفصائل في إدلب مساعدة الفصائل في حلب كما فعلنا نحن تماماً، وإذا قال البعض: إنَّ لحلب حالة خاصة، فالجواب نعم،  فهناك بعض الأمور العسكرية التي تختلف بالتأكيد عن مدينة إدلب، فحلب تختلف بأنَّ النظام موجود حولها ومن جميع الأطراف وتقابلها جبهات مع الثوار، ولا يوجد مكان مفتوح أو محصن مثل إدلب، لكن هذا لا يشفع للفصائل أن تكون حلب حالة خاصة وألا تتحرر”هل سيكون هناك دور مهم وفعال لأبو عمار في تحرير مدينة حلب؟ وما هي قوتكم على الأرض؟”نحن جاهزون لهذه اللحظة، ولنا عناصر فاعلة هناك مستعدة للمساعدة في الدخول إلى حلب المحتلة، وسنساعد أي فصيل يريد الدخول إلى تلك المناطق”حالياً وصل عدد أبو عمارة إلى ثلاثمئة، وعندنا عدة نقاط في مدينة حلب في صلاح الدين وسيف الدولة وفي الراموسة والبريج على سبيل المثال، وإن أرادت أبو عمارة تحرير حي بالعدد الذي عندها ممكن لكن هذا أمر صعب قليلاً، فليس عندنا مقدرة على التسليح، فعدد السلاح عندنا غير كافٍ، والذخيرة قليلة وغير كافية لعدم وجود مصدر للدعم”كيف تتجه البوصلة الثورية عند أبو عمارة؟ هل ما زالت متجهة نحو العدو الأساسي وتواجه النظام الأسدي والتمدد الإيراني في المنطقة؟”البوصلة الثورية عند أبو عمارة مازالت على وضعها الأساسي، والعدو هو النظام وعملاؤه في الدرجة الأولى ومن حوله، هذا هو هدفنا الأساسي، ونبتعد دوماً عن الصراعات الجانبية كالصراعات بين الفصائل ونتجنبها، وننصح بعضهم ونتدخل في حالات صلح بين المتناحرين أحياناً”السؤال الأخير: ما هو مصير أبو عمارة بعد سقوط النظام؟”نأمل فور سقوط النظام أن يصبح هناك استقرار، ويكون هناك إدارة لسورية بشكل عام ريثما يتشكل جيش وطني وجهاز أمن فعال، ونطمح لأن يكون هناك جيش واحد قوي ومنظم يشمل كل الفصائل بما فيهم كتائب أبو عمارة”

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعرض قائد كتيبة أبو عمارة مهنا جفالة في الشهر السادس من العام الحالي لمحاولة اغتيال لم يكشف عن مدبرها بعد، حيث تم زرع عبوة ناسفة في سيارته في حي المشهد، وقد انفجرت العبوة، وتم نقل جفالة إلى المشافي التركية، حيث خضع لعدة عمليات جراحية، وقد تسبب التفجير بفقدانه قدميه.ويذكر أن كتيبة أبو عمارة تعمل في القسم المحرر من مدينة حلب وفي قلب معاقل النظام السوري وتقوم باستهداف مقراته وشبيحته بعمليات نوعية، ولها شعبية كبيرة في الجزء المحتل من مدينة حلب.