بقلم ياسين المحمدإنَّ المتأمل فيما آلت إليه الأوضاع في المناطق المحررة خصوصاً في الشمال السوري يعي ويعلم أنه لا مجال لأي قوى ثورية أن تبسط سيطرتها بالكامل وتقيم ما يسمى الدولة المدنية، فالكل يرى في نفسه إمكانية ذلك بمعزل عن الآخرين.لقد أصبحت التفجيرات والاغتيالات بين الحين والآخر أمرا شبه اعتيادي، والذي يزيد الطين بلة تلك الطائرات الدولية التي أعلنت حربها على تنظيم الدولة، والتي نراها تستهدف الفصائل الثورية المحسوبة على الثورة كأحرار الشام والنصرة وغيرها. والسؤال هنا ماذا يريد طيران التحالف؟ وما الذي يسعى إليه؟ وماذا يدور خلف الكواليس وتحت الطاولات؟ وما الذي يجعل المجتمع الدولي يسكت عن هذه الاستهدافات المتكررة التي يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء؟ فليقف كلٌّ منَّا وقفة تأمل وليستوعب ما جرى ويجري على الساحة بعد سيطرة الثوار على مناطق شاسعة من الشمال السوري. هل سيكون هناك مناطق آمنة كما تصرح تركية؟ هل ستكون إدلب مدينة يسودها النظام المدني والمؤسساتي كما تقول أحرار الشام؟ أسئلة كثيرة يجب أن تجد سبيلا للإجابة عليها.قد يقول قائل: إنَّ الحل الوحيد كائن في التوحد بين جميع القوى العسكرية والمدنية، ويردُّ عليه آخر: هذا من المستحيل، والوحيد من يقع ضحية هذا الصراع الذي لا بوادر تلوح في الأفق لحله هو الشعب، نعم إنَّه الشعب الذي يُقصف ويُقتل ويُشرد، وما من مجيب لنداءاته واستغاثاته.كانت بادرة توحد الفصائل الثورية تحت مسمى جيش الفتح هو أكبر إنجاز يحرزه الثوار على امتداد الأراضي السورية، فقد كان له فضل كبير في تحرير مناطق كبيرة، ولكن ماذا بعد التحرير؟ هذا ما أريد أن أوصله للقارئ في مقالي، جميعنا يعلم من المستفيد من نزاعنا وتشرذمنا واختلافنا، إنَّه النظام السوري بلا شك، فالنظام أحرز أمرين مهمين بعد تحرير إدلب من قبضته، أولاً: لم يتكلف عبء الطيران وإرساله، فهناك من يقوم بهذه المهمة، و الثاني: تجلى على الأرض، فكم من قائد اغتيل لسبب مجهول، وكم من سيارة مفخخة استهدفت مناطق ومقرات للثوار، فالخلاص من كلِّ هذا أولاً باللجوء إلى الله عزَّ وجلَّ ليفرج عنَّا ما نحن فيه، وبالتوحد ونبذ الفرقة وعدم التعصب للفصيل والراية، وهذه المسؤولية في عاتق كل من يهمه أمر بلده من عسكريين وقادة ومدنيين وإعلاميين وعلماء وغيرهم، والأهم من ذاك هو الإخلاص، فلا ننسى الشعار الذي رفعناه منذ بداية الثورة (إخلاصنا خلاصنا)