سيبقى ذِكرُ الدكتور محمد مرسي أول رئيس منخب في تاريخ مصر بهذه الكلمات رغم أنف التاريخ الذي يكتبه الآن أعداؤه وأعداء الشعب المصري والشعوب العربية مهما حاولوا طمس الحقائق.
انتهى زمن الأوراق التي لا يُكتب غيرها ولا يتم طباعة ونشر سواها بين الناس، وانتهى معها التاريخ الذي يكتبه طرف واحد فقط. اليوم للجميع الحق في تدوين وكتابة التاريخ، والشعوب هي من ستحافظ على هذا التاريخ من التشوه، وسيعلو صوتها بالحق دوماً مهما حاول الطغاة إسكاته.
يظنون أنهم ينتصرون، بينما يوقدون حولهم ناراً ستأكلهم جميعاً .. ستأكل كل من طغى ومن تخاذل ومن صمت عن نصرة الحق وأهله، ولينظر طاغية مصر إلى سورية، حيث إننا نحن أرباب الثورة ووقودها لم نكن نعتقد يوماً أنها ستحدث حتى عندما جرفَنا حماسُها الأول، كنّا نسير خائفين، ترتجف أوصالنا عند كل صدام مع الباطل ونشعر أننا سننكسر ونتحطم في هذا التيار الذي اخترنا أن نكون ماؤه الهائج وأرضه المتصدعة الزلقة، فإذا بالخوف هو من يتحطم عند كل صدمة، وينكسر اليأس عند كلّ خيبة، ويزداد إيماننا بحقنا وتزداد صلابة عزيمتنا واندفاعنا نحو حريتنا كلما مرّ بنا التيار في منحنياته الضيقة.
وستشتعل مصر عمَّا قريب بنار تلهب جموعها وتغرق فراعنتها في اليم العظيم، فكلما اقترب الباطل من إتمام سطوته وإحكام قبضته على رقاب الناس، حرك في دمائهم طيش الثورة وفيضانها، فلم يعد في الأرض ما يأسى الناس على خسارته، وقد حرمهم الطاغية كل شيء، فيكون الموت رخيصاً في سبيل حياة تستحق أن تعاش أو غاية لإنهاء حياة ليس فيها ما يستحق الحياة، سوى إنهاء حياة الطغاة والظالمين وقتالهم، وكلّ من جاء بالسيف فهو يؤمن في حق السيف في إزالته.
قضى الرئيس الشهيد نحبه كما أحب، فداء لوطنه ولشعبه وللشرعية التي قاتل من أجلها، ولم يهادن الطغاة ولم يستسلم لهم رغم كل العذابات التي تعرض لها. قضى محمد مرسي وهو يضع دمه إلى جانب دماء مئات الشهداء ديناً في رقاب أهل مصر حتى ينتفضوا قصاصاً لها.
رحم الله الرئيس الشهيد، وأشعل الأرض جحيماً تحت عروش قاتليه.
المدير العام | أحمد وديع العبسي