محمد ضياء أرمنازي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا على بناء تحالف مصالح بينهما، للتعامل مع الثورة في سورية، والتعاون لإقامة منطقة خالية من تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرغم من الخلافات بينهما في السياسة الواجب اعتمادها حيال القوات الكردية الانفصالية بحسب “واشنطون بوست”، وقد أعلنت تركيا في بيان لوزارة الخارجية استراتيجية جديدة لاقت استحسان واشنطن وحلف شمال الأطلسي، وقد فتحت أنقرة بموجبها قاعدة “انجر ليك” الجوية لطائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكية، لتنفذ بدورها غارات ضد “تنظيم الدولة” واكتفى الناطق باسم البيت الأبيض “جوش آرنست” بالتلميح إلى أنَّ تركيا وافقت على فتح قاعدة “أنجر ليك” أمام الطائرات الأمريكية فقط.وقد قال الرئيس التركي رجب طيب أر دوغان في28 يوليو/تموز حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط: ” إنَّ بلاده تسعى لإقامة هذه المنطقة بهدف تهيئة القاعدة لإقامة منطقة آمنة، وفي المرحلة الأولى يتعين علينا تطهير المنطقة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وبذلك ستقام البنية التحتية الضرورية للمنطقة الآمنة بما يتيح لـ 1.7 مليون سوري العودة إلى منازلهم” وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد “جاويش أوغلوا” أنَّ بلاده لا تنوي إرسال قوات برية إلى سوريا، لكنها اتفقت مع واشنطن على ضرورة توفير غطاء جوي للمعارضة السورية “المعتدلة” وستُحقق المنطقة الآمنة بقوة النار، وستستهدف تنظيم “الدولة الاسلامية” ومقاتلات النظام السوري ومروحياته، وأنَّه على المعارضة السورية أن تستغل الغطاء الناري التركي لتحرير المدن والمناطق التي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية” بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” وأكدت في الوقت نفسه أنَّه لن يكون هناك دور “لجبهة النصرة” في المنطقة الآمنة.ولكن إن عدنا إلى الداخل السوري المحرر سنجد أنَّ هناك تفاوتًا كبيرًا وواضحًا في الآراء بين المثقفين الذين استطلعنا آرائهم في موضوع المنطقة التركية الآمنة، وهل ستفيد السوريين على المدى البعيد وتحميهم من قصف النظام السوري فقط، أم هي بداية لمشروع تقسيم سوريا.ولماذا تتسابق بعض الفصائل العسكرية لتأييد هذه المنطقة؟!هناك من يرى أنَّ هذه المنطقة الآمنة ضرورة ملحة في وقتنا الراهن، ولها فوائد وإيجابيات كثيرة مثل حماية المدنيين أولاً من قصف النظام، وثانياً ستؤدي إلى استقرار كتلة بشرية كبيرة فيها، وسيكون لها دور مهم في عودة كثير من العائلات التي تقطعت بها السبل، وسيكون للمنطقة الآمنة دور في العودة إلى الصناعة المحلية والزراعة وتأسيس المشاريع وبناء المدارس والجامعات الجديدة.من جهة أخرى يرى بعض المعارضين لمنطقة الحظر أنَّها ستكون بداية للتقسيم، فلا أمريكا ولا الغرب يريد الخير للسوريين.ويقولون: إنَّ تركيا أيضا لهاً مصالح سياسية وعسكرية في تلك المنطقة، أولها منع وجود الدولة الكردية على حدودها الجنوبية، ثانياً دعم وتجهيز فصائل عسكرية سورية قريبة منها في الأيدلوجيا، وإخراج باقي الفصائل التي لا توافقها في الأيدلوجيا.وكان لابدَّ أن نسأل من الناحية العسكرية هل سيكون لهذه المنطقة الآمنة فائدة عسكرية على الأرض؟ يقول العميد المجاز زاهر الساكت: (بوجود تلك المنطقة الآمنة نحافظ على المدنيين أولاً من قصف النظام بالبراميل والصواريخ والقنابل التي تحتوي على الغازات السامة، ثانياً نبعد خطر تنظيم الدولة الإسلامية عن باب السلامة مروراً بأعزاز على الشريط الحدودي، ثالثاً منع قيام دولة كردية انفصالية على حدود تركيا الجنوبية، والحفاظ على الأمن القومي التركي من كثافة اللاجئين السوريين عبر حدودها الجنوبية على حد قوله).لكن ما هو مصير تلك المنطقة الآمنة مستقبلاً؟ هل ستبقى تحت الحماية “الأمريتركية”؟ ومن الذي سيحكمها ويرسم سياستها فعلياً؟وكيف سيكون وضعها إن فاز حزب تركي آخر معادٍ للثورة السورية؟ولماذا لا يكون الحظر الجوي محدد الوقت والزمان لكي نطمئن ويذهب الشك بعيداً؟ كل هذه أسئلة بحاجة إلى أجوبة، لكن من سيسأل ومن سيجيب، ألا يجب على الفصائل العسكرية التوحد ووضع ضوابط وقوانين ثورية تضمن منع انفصال أي جزء من سورية، ومحاربة كل من يريد تقسيم سوريا شعباً وأرضاً؟!