تقرير : فارس الحلبييقصف النظام مناطق مكتظة بالسكان وتسفك الدماء، وتبدأ الصيحات وتصرخ الجوامع تبرعوا بالدماء لإنقاذ المصابين، وتبدأ المعاناة ويلاقي بعض المصابين حتفه لعدم توفر الدم اللازم لإنقاذه، وجد الثوار طغيان النظام مستمراً فلجؤوا إلى إقامة بنك الدم في مدينة حلب، لسحب الدم من المتبرعين وتحليله ومن ثم تخزينه لإنقاذ الناس، وقد قامت صحيفة حبر الأسبوعية بزيارة بنك الدم بحلب للاطلاع على واقع العمل فيه.الدكتور عبد الرزاق درويش المدير العام لبنك الدم بمدينة حلبانطلق بنك الدم بتاريخ 1/2/ 2014م، وتعرض للقصف بتاريخ 19/2/2014م، ثم انتقلنا إلى مكان جديد والحمد لله، وأصبح العمل جيداً، فاستمرار العمل يعطي إنتاجاً أفضل، وتواصلنا مع المشافي يكون بشكل أفضل، حتى تفاصيل العمل أصبحت احترافية. أما عن تجهيزات بنك الدم فنحن لدينا الحد الأدنى من مستلزمات بنك الدم من حيث الأجهزة، يوجد لدينا أجهزة نصف آلية لأن الأجهزة الآلية تحتاج لتكلفة أكثر ووقت وجهد.والمعروف عن بنك الدم بأن المتبرع يأتي لمكان بنك الدم ويتبرع، ولكن نحن حالياً نرسل فرقاً جوالة تقوم بحملات تبرع بالدم في المدينة والريف، وذلك حرصاً على سلامة المدنيين من تجمعهم للتبرع أمام بنك الدم، والسبب الثاني هو صعوبة تنقل الناس في محافظة حلب في الريف والمدينة وصعوبة وصولهم إلى بنك الدم، وخصوصاً بوجود مشافي ميدانية متفرقة تسحب الدم من المتبرعين في كل وقت.كانت المشافي قبل تشكيل بنك الدم تعمل على هذا الموضوع، ولكن فقط هي تتعامل على وحدات الدم الكاملة، كانوا يسحبون الدم ويحللونه حسب المتوفر لديهم، ويقدمونه للمرضى حسب إمكانياتهم. وعندما يوجد لديهم حالات إسعافية يتم النداء في المساجد بحاجتهم للدم، ويمكن أن يحقق الهدف خلال فترة زمنية إذا جاءهم عدد كاف من المتبرعين للزمر المطلوبة، ويمكن ألا يحقق ما يحتاجون من دم. نحن استطعنا التغلب على هذا الأمر، أصبح لدينا دم بشكل دائم، وجاري التنسيق مع المشافي بشكل مستمر ودائم على مستوى الإيصال المباشر، وعندما لا يوجد آلية لنقل الدم في المشفى، سيارة بنك الدم تنقل لهم الدم، والمشافي غير قادرة على إنتاج مشتقات الدم لكن بنك الدم قادر على استخراج هذه المشتقات، ويتم فصل الدم بالمشتقات الأساسية ويتم توزيعها على المشافي حسب الحاجة والطلب.تطوير العمل من شقين، الشق الأول تطوير أجهزة بنك الدم وهذا الأمر مرتبط بالحالة المالية، والشق الثاني هو صرف الدم للأرياف، بالفترة الأخيرة تم التنسيق مع نقطتين للصرف، في حال وجود سلسلة التبريد لحفظ الدم ومشتقاته نقدم لهم الكميات المطلوبة، ومشافي باقي المناطق بدل من أن يعانوا مسافة الطريق ومشاقه وخطورة الدخول إلى حلب، نصرف بشكل أسبوعي احتياجاتهم لكي يتواصلوا مع النقطتين في الريف.أبو زكور فني مخبري في بنك الدمأول ما نأخذ كيس الدم نأخذ أنبوباً نحتفظ به ونسجل عليه الاسم والرقم، ومن ثم نقوم بتحليل الزمر ونسجل الزمرة على الكيس، ومن ثم تحاليل السلامة، وبعد عملية التحليل نفصل البلازما وسميات مكثفة حيث فصل البلازما لا يتوفر في مشافي حلب المحررة، هناك تخوف عند عدم حصول تحليل، لكن نحن نقوم بالتحاليل كاملة للدم وبأكياس سليمة جداً.وائل أحد أعضاء فرق سحب الدمنسحب الدم من المتبرعين عن طريق التجوال الخارجي بالتنسيق مع المساجد أو المراكز الطبية أو المدارس، أي مكان فيه تجمع، عن طريق إعلان مسبق، ونقوم بقطف الدم من المتبرعين.أبو جميل أحد المتبرعين بالدم:نقوم بالتبرع بالدم في البنك المركزي في مدينة حلب، والجهود جبّارة بالعمل رغم الظروف الصعبة، ويقومون بتغطية كل مشافي حلب تقريباً ريف ومدينة، ولحاجة الناس المصابة للدم جئت أتبرع بالدم، وعلى كل مواطن أن يأتي ويتبرع بالدم، فالناس بحاجة لهذا الدم وخصوصاً أصحاب الحالات الخطيرة من أطفال ونساء وشيوخ بسبب المجازر التي ترتكبها قوات الأسد بحق الشعب.