لقاء : أحمد أبو محمد(اللهم ان لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي) مجموعة من الشباب المسلم اتخذوا من دعاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شعاراً لهم. وهم من ذوي الكفاءات العلمية، الذين آثروا أن يظلوا في حلب مجاهدين مرابطين، يقدمون كل ما يملكون من خبرة علمية لأخوتهم المجاهدين. وبما أن عملهم يتسم بالتميز والأهمية الميدانية أثناء الاقتحامات قامت صحيفة حبر بلقاء مع قائد مجموعة “هي لله” فداء الإسلام، للتعرف على نشاط وأعمال هذه المجموعة.هل يمكن أن تعطينا فكرة عن مجموعة هي لله؟ وما الأسباب التي دعتكم لإنشاء هذه المجموعة؟مجموعة هي لله أنشئت من سنة ونصف تقريباً، وكان عملنا في الريف بداية الأمر، ثم انتقلنا إلى المدينة منذ ستة أشهر. وقد تم إنشاء هذه المجموعة على أيدي مجموعة من الشباب المتخصصين طبياً وإسعافياً، ومن ثم قاموا بالعمل على تشكيل مجموعات طبية ترافق الإخوة المجاهدين في عمليات الاقتحام، وعملها الأول هو التعامل مع الإصابات أثناء الاقتحام، كيلا ينشغل الأخوة المجاهدون بعمليات الإسعاف التي تؤدي في بعض الأحيان إلى فشل خطة الاقتحام. وعملها الثاني هو تقديم الدعم الناريّ والإسناد في عملية الاقتحام، إذ يملك افراد المجموعة خبرة عسكرية في التعامل مع السلاح الخفيف ناتجة عن دورات عسكرية مكثفة اتبعها أفراد المجموعة.هل جميع عناصر المجموعة من ذوي الاختصاص الطبي؟ وما مؤهلاتهم الطبية؟هنالك عدد جيد من الكادر الطبي المتخصص، أما باقي العناصر فيتم اختيارهم بعناية وإخضاعهم لدورات طبية إسعافية خاصة، حول التعامل مع الإصابات الحربية، والطرق الأمثل لإخلاء المقاتل المصاب من ساحة المعركة، ومن ثمَ تقديم الإسعافات الطبية له.كيف يتم التعامل مع الإصابات أثناء الاقتحام؟ وما الإسعافات التي تقدم إلى المقاتل المصاب؟هنالك ثلاث مراحل يجب مراعاتها والالتزام بها وهي:1- الإخلاء: ويتم فيها سحب المصاب من ساحة المعركة ومن مرمى النار، ويعتمد الإخلاء على أمرين هما الأمان للمسعف و المصاب والسرعة في السحب.2- إيقاف النزيف: بعد إيصال المصاب الى أقرب نقطة آمنة، قد تكون ساتراً ترابياً أو بناءً أو حفرة فردية، يتم التعامل مع النزيف لإيقافه. فمثلاً إذا كنا أمام حالة بتر أحد الاطراف نقوم باستعمال قاطع النزف (التورنيكيت) وهي عبارة عن عصا خشبية ورباط، يوضع على مسافة 5-10 سم فوق مستوى الجرح ولفّ العصا الخشبية حتى يتوقف النزف، ثم نربط الخشبة حتى لا تتحرك.3- تثبيت الكسور: وهو أمر مهم جداً لتخفيف الألم في مرحلة النقل اللاحقة، ومنع الأذيات المباشرة الناتجة عن عدم تثبيت الكسر؛ مثل التسبب بنزيف داخلي، من قطع الأوعية أو قطع الأعصاب وتمزّق العضلات.وبعد إجراء الإسعافات الأولية للمصاب في المكان الآمن يصار إلى تجهيز المصاب لنقله بالسيارة إلى أقرب نقطة طبية أو مشفى.ويتم التعامل مع الإصابات أحياناً بوسائل بدائية ومعدات بسيطة؛ مثل عمامة المقاتل وسيخ تنظيف البارودة، أو جعبة المقاتل وقميص لتثبيت الكسور في الأطراف، وذلك في حال عدم وجود حقيبة طبية أو جبيرة معدنية ويتم ذلك بوقت قصير جداً وطريقة فعالة.مجموعة هي لله تقدم للأخوة المجاهدين حقائب طبية إسعافية وبعض المعدات الطبية. هل تستطيع أن تعطينا فكرة عن هذه الحقائب والمعدات؟إن الحقيبة الطبية المقدمة للإخوة المجاهدين يتم ربطها على الفخذ، بطريقة لا تعيق المجاهد أثناء الحركة، وفيها شاش معقم (قطع رول)، ورباط ضاغط، ولاصق طبي (بلاستر)، وعصا خشبية، ومشارط طبية، وبودرة طبية تساعد على قطع النزيف، بالإضافة الى عدد من الجبائر المؤقتة.مع من تعمل “مجموعة هي الله” من الفصائل العسكرية؟ وهل تنتمي إلى إحداها؟نحن نعمل مع معظم الفصائل العسكرية؛ مثل جبهة النصرة والجبهة الاسلامية وجيش المجاهدين، وجميع الفصائل التي تحتاج إلى خبراتنا ومساعدتنا. ونحن مجموعة مستقلة لا تنتمي لأي فصيل أو تنظيم، سواء كان داخلياً أم خارجياً. والدعم الذي نتلقاه دعم بسيط جداً من أصدقاء وأطباء سوريين مغتربين، وهنالك بعض المساعدات البسيطة التي قدمت لنا مؤخراً من منظمة أطباء عبر القارات، ومجموعة (UOSSM)اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية.