د. وائل الشيخ أمين |
كثيراً ما يعترض عليَّ أحدهم فيقول: “لماذا تنتقد البرمجة اللغوية العصبية وأخواتها وتسخر منها؟! جوابي باختصار: “مشكلة البرمجة اللغوية العصبية أنها ليست مبنية على أساس علمي أو منطقي أو واقعي، بل على افتراضات مسبقة عليك أن تسلم بها ابتداءً قبل أن تكمل رحلة البرمجة وعبارة (الافتراضات المسبقة) ليست من عندي بل هي ما يقوله أساتذة ومؤلفو البرمجة اللغوية العصبية! منها على سبيل المثال:
لو استطاع أي إنسان أن ينجح في تحقيق أمر ما فتستطيع أنت أن تقوم به!
وهذا تخريف، فهنالك قدرات خاصة متفاوتة عند البشر وكذلك هنالك ظروف خاصة مختلفة.
لكن هذا القانون لا يعترف بذلك، ممكن مثلاً لأي إنسان أن يصبح رئيس أمريكا!
منها أيضاً أن: وراء كل سلوك نية إيجابية.
وهذا أيضاً غير صحيح فهنالك نوايا سيئة عند الكثير من البشر، لا أدري كيف يجوز أن نفهم أن أبا جهل كانت لديه نية إيجابية أو بشار الأسد!
هذا القانون الذي يعتبر من الأساسيات التي يجب أن تسلّم بها قبل الدخول في عالم البرمجة اللغوية العصبية ينافي الواقع والدين وفكرة الخير والشر.
ما سبق هو ملاحظات على صعيد المنهجية.
أما ما نراه في واقعنا فمن أكبر مشاكل البرمجة اللغوية العصبية أنها تصوّر أن عملية التغيير سهلة جداً، فالمدرب يضخ الحاضرين حماساً وينفخهم وهما حتى يظنوا أنهم يقدرون أن يغيروا أي شيء إن أرادوا ذلك!
ثم بعد ذلك يحاولون في حياتهم ويفشلون مرة بعد مرة فيحبطون؛ لأنهم تعلموا من البرمجة اللغوية العصبية أن التغيير سهل، فيظنون أن المشكلة فيهم، والحق أن التغيير صعب ويحتاج إلى نصائح وتوجيهات عملية مبنية على أساس علمي لا مجرد التحفيز.
أما أخوات البرمجة اللغوية العصبية كقانون الجذب وعلوم الطاقة فمصيبتها أكبر بكثير، فهي أيضاً ليست مبنية على أي أساس علمي، وتصور لك أنك تستطيع الحصول على أي شيء لو استطعت أن تتخيله!
يعني لو أردت أن يكون لديك سيارة مرسيدس، فالحل هو أن تتخيل نفسك تمتلك هذه السيارة وتعيش مشاعر الفرحة وتغرق في هذه الحالة، ثم تكرر هذا مرات كثيرة عندها سيستجيب لك الكون كله ويحقق لك ما تريد.
أهم الكتب التي تحدثت عن هذا كتاب: السر، وقد صنعوا فيلماً وثائقياً للكتاب (موجود على اليوتيوب)، في أحد فقرات الفيلم طفل تخيل أن يكون لديه دراجة فاستيقظ صباحاً ليرى دراجة على باب بيته!
وغير ذلك من الخزعبلات المضحكة التي يتناقلها الناس بحفاوة التي تُعطى فيها الشهادات الوهمية، والتي تنفق في سبيلها الأموال الكثيرة، والتي يدور الناس في دوامتها فلا هم يتقدمون ولا هم يتلمسون الطريق الصحيح، بل يبقون في تيه.