لقاء: غسان الجمعة لقاء مع الأستاذ غسان حميدي أمين سر معهد إعداد المدرسين في الريف الجنوبي لمدينة حلبيمكن تلافي انحدار الخط البياني لانخفاض أية بنية تحتية مادية سواء كانت اقتصادية أو تجارية أو خدمية أو غيرها، إلا أنَّ تراجع بنية التعليم وتسمم بيئتها هو أمر لا يمكن تلافيه، فكل يوم يمضي على أطفالنا وأبنائنا بمختلف مراحلهم من دون تلقي العلم هو خسارة في نوعية الموارد البشرية التي تسهم في نهضة وبناء أي مجتمع.ومن هذه الرؤية ظهرت في المناطق المحررة عدة محاولات لدعم العملية التربوية، وتبلورت أفكار لبناء معاهد إعداد المدرسين كخطوة لرفد التعليم مستقبلا بكوادر مؤهلة، وقد زارت حبر إحدى هذه المؤسسات في بلدة الزربة في الريف الجنوبي لمدينة حلب، والتقت أمين سر معهدها الأستاذ غسان الحميدي، فكان اللقاء الآتي:
- أستاذ غسان، من أين برزت فكرة إنشاء معهد إعداد المدرسين في الريف الجنوبي؟
نتيجة ضعف المناطق المحررة بالمعلمين ذوي الاختصاص والخبرة الذين انتقلوا إلى مناطق النظام تحت ضغوط مادية وأخرى وظيفية، ومنهم من بقي في هذه المناطق وقد حبس عِلمه ونأى بنفسه لحسابات شخصية وتعليمات إدارية من قبل النظام.كما أنَّ توقف النظام عن تعيين مدرسين من خريجي الجامعات والمعاهد التعليمية في مناطق الثوار كان له دور في إحداث معاهد لتخريج أساتذة لتغطية النقص في كوادر المدارس المحررة.
- ماهي أهداف هذا المعهد؟
إعداد جيل من المدرسين المؤهلين علميا والمزودين بأساليب وطرق التدريس، لرفد مدارس الريف بالمعلمين ذوي الخبرة قدر المستطاع.
- اشرح لنا عن كوادر المعهد، وماهي معايير وأسس اختيارهم؟
تعتبر شهادات الماجستير والدبلوم هي المعتمدة في اختيار كوادر المعهد، ويتم رفد الكادر التدريسي بالإجازات الجامعية في حال عدم توفر الأولى، ويبلغ عدد المدرسين خمسة وعشرون مدرسا ومدرسة.
- كيف يتم قبول الطلاب في المعهد، وماهي آلية العملية التدريسية فيه؟
التأكد من الحصول على الشهادة الثانوية العامة، ولشهادة الائتلاف الأولوية في الاختيار على شهادة النظام في حال تجاوز عدد المتقدمين خطط الاستيعاب، وهناك لجنة فحص قبول نهائي مشكلة من عدة مدرسين في المعهد للتأكد من سلامة اللغة والنطق.وقد بلغ عدد طلاب السنة الأولى 68طالب وطالبة على شعبتين في بلدة الزربة، و40 طالب في بلدة تل حدية.ويبدأ الدوام من الساعة 12ظهراً حتى الساعة 5 عصراً، وقد بلغ نصيب كل شعبة هو 30 حصة موزعة على خمسة أيام على مدار 12أسبوع دوام وأسبوع امتحانات، ويسمح للطالب بحمل مادتين لسنته الدراسية القادمة أو دورته التكميلية في السنة الأخيرة.
- ما هو الفارق بين خريج المعهد، والمتطوع الممارس على أساس الثانوية؟
بالعموم غالبية الطلاب من المتطوعين، ونعمل على صقل خبراتهم وتطويرها وخصوصاً من خلال طرائق التدريس، ومن الناحية العلمية المجردة يبقى طالب المعهد أغنى بالمعلومات النظرية ووسائل الإدارة الصفية، ويتميز طالب المعهد الآن بتطبيق الخبرات والمعلومات التي يتلقاها عملياً في بعض المدارس.
- ماهي أوجه العلاقة بينكم وبين حكومة الائتلاف والمعاهد الأخرى؟
نحن نتبع إدارياً وتنظيمياً إلى الحكومة المؤقتة، وتعتبر إدارة معاهد إعداد المدرسين في مديرية التربية الحرة المسؤول المباشر عن معهدنا، ويرأسه الأستاذ عبد الكريم بهلوان، حيث يتم إبلاغ الإدارة بخطط المعهد وعدد طلابه واحتياجاته وغيره.وقد زارنا عدد من مندوبي المديرية للاطلاع على سير العمل في المعهد، والجدير بالذكر أننا لم نحصل على أي دعم من الإدارة غير أننا نعول على الحصول على الشهادة الرسمية لطلاب معهدنا.وأمَّا المعاهد الأخرى في حلب فهناك عدة ورشات عمل أقيمت للتشاور والاستفادة من كل التجارب بين الأطراف، والآن نعمل على توحيد منهاج دراسي هو قيد الطباعة حاليا.
- أين يكمن الفرق بين نهج معهدكم ونهج كليات ومعاهد النظام الآن، وما هي المواد المعتمدة في المعهد؟
يعتبر وجود المقررات الشرعية وضوابط سير العملية التدريسية بما يتوافق مع النهج الشرعي السمة الأبرز، كما أننا حذفنا مواد الترفيه مثل الرسم والموسيقا والرياضة.ونعتمد حالياً منهاجاً يتضمن كتب نوعية لبعض كليات التربية من الجامعات السورية والعربية الأخرى، وتشمل المواد الرياضيات واللغة الإنكليزية والعربية والعلوم العامة وعلم النفس والمعلوماتية.
- ماهي أهم المشكلات التي تواجه سير العمل؟
الدعم المالي للكادر التدريسي، ومصاريف البنية التحتية للمعهد مثل إصلاح المقاعد والنوافذ، والحاجة الماسة لوسائل التدريب، وللأمانة فقد قدمت مؤسسة السنكري دعماً مالياً لكل مدرِّس بين40$ و50$ حسب حصصهم وكمبيوتر محمول للمعهد.
- هل تودون إضافة شيء آخر أستاذ غسان؟
أشكر لكم زيارتكم واهتمامكم بقضية التعليم، وأتمنى لكم ولكادر الصحيفة دوام الصحة والعافية.