بقلم عبد الرحمن الرحمونيكاد سنا برقه يذهب بالأبصار عندما يتبادر إلى ذهن السوريين أن النصر كان حليف المسلمين في معركتهم الأخيرة وخاصة بعد العدوان الروسي الغاشم على أهل الشام، وأن أس النصر في هذه المعركة هو السلاح الفتاك المضاد للدروع ألا وهو (التاو)،هذه هي الثغرة الإيمانية التي طرقت بابهم و دخلت عليهم بيوتهم وفتحت فيهم سوقها وقام فيهم خطيبها، ولكن يجب أن نعالج هذه التغرة باللجوء إلى أمر الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم، فقال عز من قائل: “وتوكل على الحي الذي لا يموت”، ومن جانب آخر يجب علينا أن نتعظ من سيرة رسول الله وصحابته الكرام حيث إنهم أعطوا دروسا في التوكل لا مثيل لنزاهتها وعظمتها، فها هم في معركة بدر حيث العدد القليل (ثلاثمئة وثلاثة عشر مقاتلا )والعدة المتواضعة، وكان لديهم فرسان وسبعون جملا، وكانت ثيابهم مرقعة، يركبون خيولا لا سروج لها، ولكنهم كانوا يمتلكون طاقة من الإيمان تضاهي الجبال الراسيات والقمم العاليات؛ وكانت قريش قد جاءت بجيش تعداده ألف مقاتل ولديهم مئتا فرس وعتاد جسيم، وكانوا يذبحون كل أسبوع عشرة جمال في مسيرتهم إلى معركة بدر الكبرى وكانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين، لكن كان النصر حليف المسلمين عندما اعتمدوا على الله عز وجل وتوكلوا عليه خير الاتكال.وبالمقابل اختبرهم الله يوم حنين إذ أعجبتهم كثرتهم في تلك المعركة ناسين أنَّ الانتصار يأتي من الإيمان والتوكل على الله عزَّ وجلَّ، فانكسروا في بداية المعركة. ونحن الآن في حربنا اليوم نعاني من اتجاه القلوب إلى المادة ناسين أن الله هو خالق كل شيء؛ هو الذي خلق الدروع ومضاداتها وكل شيء عنده مكتوب بأجل مسمى.فعلينا أن نتمعن بنظرة إيمانية إلى بارئ السماوات والأرض، فكلنا بيده ونصرنا وانكسارنا بيده ورزقنا بيده سبحانه، فانظر إلى قول الإمام الفخر الرازي في تفسيره الكبير حيث يقول: إنه مهما انسد أمامك طريق فسيفتح الله لك طرقا عدة ففرغ نفسك وخاطرك من الهم بالدنيا.هذه هي ثمرة التوكل وهذه هي حقيقة النصر والنجاح فمن اعتمد على علمه ضلَّ، ومن اعتمد على جاهه ذلَّ، ومن اعتمد على عقله اختلَّ، ومن اعتمد على الناس ملَّ، ومن اعتمد على الله فلا ضلَّ ولا ذلَّ ولا اختلَّ ولا ملَّ.لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمعٍ فإنما ذاك نقصٌ فيك بالدينِلا يقدرُ العبدُ أن يعطيكَ خردلةً إلا بإذن الذي سواك من طينِ