بقلم محيي الدين راشدعلماء وحكماء، أساتذة وطلاب، شعراء وكتاب، حفاظ وقراء، يجوبون شوارع تركية ويمشطونها بأقدامهم المتعبة وأحلامهم الكبيرة بحثا عن عمل صغير يستوعب ما يحملونه من علم وإبداع وعزة وكرامة شربوها من يد وطنهم الأم. بعضهم يملك ما يسد به رمقه ورمق عائلته، وبعضهم لا يملك ما يسد به ذلك الجرح النازف ألما ومرارة.أحييكم وأخشى أن يختلط صوتي بأصوات الباعة وضجيج العمال، فأنا أكتب إليكم هذه المرة من وسط سوق الهال في إحدى المدن التركية التي تعج بالسوريين الذين يكدون ويعلمون، ويذوقون القسوة والشدة، ويضعون الملح على الجرح ليحتملوا ست عشرة ساعة من العمل الشاق المتعب المتواصل الذي يتقاضون عليه ليرات معدودات إن لم يعلن لهم صاحب العمل أن هوايته النصب على السوريين واستغلال طيبتهم وحبهم للعمل.أنقل إليكم صورة يعيشها السوريون كل يوم في تركية، ولا أستطيع ولا يستطيع غيري أن ينقل حال السوريين اللاجئين داخل المدن العربية، فقد أغلقت بلاد العُرب الشقيقة الصديقة أبوابها في وجوههم ورمتهم كأكياس البصل على الحدود.فمن يذكرني بنشيد بلاد العرب أوطاني أنشدْه هنا في سوق الهال التركي الأعجمي لعله يجيبني؟