عبد الملك قرة محمد
يستعد (محمد حسن) لدخول كلية الطب في جامعة إدلب بعد أن نجح في شهادة التعليم الثانوي محققاً علامة 239 من 240 درجة في الفرع العلمي.
محمد كان أحد أولئك الشبان الذين استهدفتهم منظمة (تكافل الشام الخيرية) في مشروع رؤيا المهتم بتمكين اليافعين السوريين ضمن مركزين أحدهما في الداخل السوري والآخر في مدينة غازي عينتاب التركية.
وعن مشروع رؤيا يخبرنا محمد: “لقد حقق المشروع نجاحًا باهرًا، ومنح المشاركين فيه تجربة مميزة قد لا تتكرر.” مضيفاً أن فكرة المشروع قامت على انتشال صور ومآسي الحرب وضغوطاتها من أذهان الناشئين وإطلاق العنان لأفكارهم وإبداعاتهم، فعلى الصعيد الاجتماعي، ومن خلال التدريب المتفاني، كُسرت الحواجز بيننا وبين عالمنا الخارجي وأصبحنا قادرين على بناء علاقات اجتماعية راقية مع الآخرين وفق إطار أخلاقي.
كما يؤكد أن دور المشروع لم يقتصر على إخراج المتدرب من دائرته الاجتماعية الضيقة، بل كان هناك سعي حثيث لكي نستطيع معرفة ذاتنا وإدراك مدى قدراتنا وإمكانياتنا واختيار ما يناسبنا من هوايات وأعمال.
وفي نهاية حديثه أشاد محمد بدور المشرفين على المشروع بقوله: “لقد بذل مشرفو المشروع جهدًا كبيرًا في تأمين حصص وساعات تتعلق بالمواد الدراسية لتحسين قدراتنا في الأداء المدرسي ولتحقيق النجاح والتفوق الدائمين، ممَّا انعكس إيجابًا على حياتنا الدراسية، الأمر الذي منحنا فرصة أكبر للوصول إلى إنجازات عظيمة.”
مشروع رؤيا يستقطب اليافعين واليافعات من عمر 12 إلى 16 سنة ويضم المشروع في الداخل السوري في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي ما يزيد عن 200 يافع ويافعة، كما استهدف سابقاً ما يقارب 220 يافعاً ويافعةً تم اختيارهم وفق آلية ومعايير محددة.
ويهدف المشروع إلى الانتقال باليافعين من كونهم يعيشون فترة مليئة بالمشكلات الاجتماعية وتحتاج إلى تعامل حساس ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
ويتميز المشروع كونه أول مشروع يهتم باليافعين بطريقة متكاملة وطويلة الأمد، إذ تبلغ فترة المشروع سنتين يقضيها اليافعون في مكان آمن وصديق لليافع، حيث يتلقون مناهج أُعدت بطريقة دقيقة ومدروسة من قبل مختصين لتناسب احتياجات اليافعين.
وتُقدَّم البرامج بطريقة تدريبية لا تقليدية تهدف إلى تحقيق مهارة التطبيق العملي في محاور عدة كالمهارات الاجتماعية والمهارات الشخصية والتفكير، بالإضافة إلى محاور الهوية والرسالة والقيم والأخلاق والمسار المهني الذي يتلقى فيه اليافعون تدريبات لتنمية هواياتهم.
صحيفة حبر التقت مدير المشروع في الداخل السوري الأستاذ (عبد الله درويش) الذي قال: “إن مشروع رؤيا يتطور باستمرار وتأتي أهميته من أهمية مرحلة اليافعين لأنها تبنى فيه تطلعات الشباب للمستقبل.”
وعن البرنامج الذي تعتمده المنظمة في مشروع رؤيا أوضح درويش: “قمنا بإعداد البرنامج بناء على تقييم احتياج استهدف واقع اليافعين السوريين واحتياجاتهم في سورية ودول الجوار، بناءً عليه تم إعداد منهج خاص بناء على معايير محددة من قبل مختصين وأساتذة أكاديميين في التربية والإرشاد النفسي العاملين في مجال تأهيل اليافعين بموجب مقترحات وتوصيات مدربين بمجال اليافعين، ومن ثم تحكيم المنهج من مجموعة خارجية من المختصين وأكاديميين في علم النفس والتربية والمناهج، كما يحتوي المنهج على أدلة خاصة لكل من الميسرين ومشرفي المراكز والأهالي تتضمن الأنشطة والأدوار.”
أما العقبات التي تواجه المشروع فهي تتمثل بحسب ما أشار إلى درويش بقوله: ” المشروع لاقى قبولاً كبيراً من الأهالي، لكن البعض رأى أن التعليم التقليدي يفي بالغرض، ولم تُتقبل فكرة المشروع بدايةً، وبدورنا قمنا بلقاءات قبل المشروع وخلال المشروع مع الأهالي لتقديم صورة كاملة عن مشروع رؤيا كما تم تقديم دورات للأهالي في آلية التعامل مع اليافعين”.
وتزداد أهمية مشروع رؤيا في استهدافه للطلاب الملتحقين بالمدارس حيث يعمل على ربطهم بشكل مباشر مع العلم لينهلوه من أي مكان سواء من المدرسة أو من أي مصدر آخر.
يذكر أنه وبحسب منظمات عالمية فقد تعرّض ما يقدر بنحو 40% من البنية التحتية للمدارس في سوريا للضرر أو للدمار أثناء الحرب بالإضافة إلى أن أكثر من 2 مليون طفل، أي أكثر من ثلث الأطفال السوريين، هم خارج المدرسة، ويوجد 1.3 مليون طفل معرضون لخطر التسرب.