بقلم عبد العزيز مشهديتناولت القناة الإسرائيلية الثانية بالأمس الزيارة المفاجئة غير المتوقعة التي قام بها الأسد حليف اليهود إلى روسيا يوم الثلاثاء 20-تشرين الأول، ورأى محلل القناة (شنايدر) “أنَّ الأسد قد سافر إلى موسكو ليضع مفاتيح المفاوضات السياسية بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. ولذلك سمعنا قول الأسد على إثر الاجتماع استعداده لإجراء انتخابات مبكرة، وطبعا لم ينسَ أن يردف عبارته الهزلية بـ (وسأشارك فيها). وقد كان ردُّ بوتين على هذه المبادرة التي توصف بالغبية أنَّه سيدعم الأسد سياسيا كما دعمه عسكريا في مواجهة الإرهاب!فالمشهد السوري الذي كان يدار من طهران يعلن الكرملين أنَّه يشارك فيه بعمليتي الإدارة والتخطيط، وكل ذلك يتم بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية التي تراقب الأحداث وهي مطمئنة راضية باعتبار الهجمات الروسية ستعيد التوازن إلى القوى المتصارعة على الأرض خاصة بعد أن ضيق الثوار الخناق على قوات الأسد، وستزيد من نزيف الدم السوري، وستمنح الأسد بعض القوة وتحارب الإرهاب المتمثل بتنظيمي البغدادي والجولاني والجماعات السلفية المتشددة على حدِّ وصفهم، ولكن تزعّم روسيا الحرب على الإرهاب قد يغير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، وهذا قد يسبب ردَّات فعل لا تحمد عقباها.إنَّ الصمت الأمريكي من جهة، والصمت الدولي من جهة أخرى يظهر أنَّ نقاط الاتفاق مع روسيا أكثر بكثير من نقاط الاختلاف، وأنَّ النقطة الجوهرية التي تتفق عليها جميع الدول الكبرى هي ضرورة بقاء الأسد في المرحلة الراهنة، وإنْ دمَّر سورية وقتَّل أهلها، باعتباره الوحيد الذي يضمن استقرار المنطقة وحماية دولة اليهود التي تمثل خنجرا في خاصرة الوطن العربي والإسلامي، وأنَّ ما يشاع من التصارع بين روسيا وأمريكا والاجتماعات التي ترصدها وسائل الإعلام ليست إلا مسرحيات يتم فيها تبادل الأوراق والأدوار.