عبد الحميد حاج محمد |
بعد انقطاع الكهرباء لأكثر من سبع سنين عن مناطق إدلب، ماتزال معاناة الأهالي في الحصول على التيار الكهربائي في ظل سنوات الحرب أمرًا شاقًا ومكلفًا ماديًّا، ونتيجة يستمر الأهالي بالاعتماد على الطاقة البديلة في تأمين الكهرباء وتسخين الماء.
صحيفة حبر التقت السيد (يوسف أبو المجد) صاحب مركز تركيب وبيع الطاقة الشمسية يقول لنا:
“أصبحت الطاقة الشمسية على مدار السنين السابقة بديلاً للكهرباء المنقطعة، وزاد الطلب عليها من قِبل الناس سواء في توليد الكهرباء أم في تسخين المياه.”
استطاعت الطاقة الشمسية بشكل متوسط سد حاجة الأهالي من الكهرباء كون الاعتماد الأبرز في الحياة اليومية يرتكز على الكهرباء، وقد وفرت الكثير من الأعباء المادية على الأهالي وأصبح الحصول على ساعات كهرباء أكثر بتكلفة أقل من غيرها.
يقول (أبو المجد): “إن أهم ما قدمته الطاقة الشمسية موضوع الاستغناء عن المولدات الكهربائية لعدم توفر الديزل بشكل مستمر وانقطاعه لفترات وارتفاع أسعاره، فقد تكون تكلفة تشغيل المولد الكهربائي في كل خمس ساعات يوميًا قرابة عشر دولارات، وهي تكلفة مرتفعة مقارنة بالطاقة الشمسية.”
وتابع بقوله: “لا يمكننا أن نقول إنه تم الاستغناء بشكل كامل عن الكهرباء؛ لأن الطاقة الشمسية لا تعطي كفاءة عالية في الظروف الجوية الغائمة والشتوية.”
تنتشر ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل في الأرياف والقرى بشكل كبير، حيث من النادر أن تجد بيتًا لا يعتمد على الطاقة الشمسية في الريف.
(أحمد محمد) يقول لحبر: “في بداية انقطاع الكهرباء عانيت كثيرًا من تشغيل المولد الكهربائي وصوت ضجيجه المزعج، وأيضًا ارتفاع سعر البنزين الذي أحيانًا ينقطع، ثم عانينا من مولدات الاشتراك الشهري “الأمبيرات” أيضًا كانت الأسعار مرتفعة وساعات التشغيل قليلة، إلا أنني مؤخرًا قمت بتركيب نظام الطاقة الشمسية الذي كان أفضل طريقة للحصول على الكهرباء، حيث توفر المال وساعات الكهرباء تكون أطول.”
سدت الطاقة الشمسية الاحتياجات المنزلية إلا أنه لم تسد حاجة المنشآت الصناعية مع وجود بعض الأشخاص قاموا بتشغيل منشآتهم الصغيرة على الطاقة الشمسية، إلا أنها لم تنتشر بشكل كبير، ويعزو أبو المجد السبب إلى سوء الأحوال الاقتصادية في المناطق المحررة.
ويردف قائلاً: “تم الاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل كبير في استخراج المياه الجوفية، وهي ذات كفاءة عالية في الظروف الجوية المشمسة.”
أما المدن تعاني من قلة انتشار الطاقة الشمسية فيها، وتعتمد على الاشتراكات الشهرية للحصول على الكهرباء، وهذا ما يؤدي إلى صعوبة تواجه أغلب المدنيين الذين يقطنون في المدن، ويُبين يوسف السبب لنا بقوله: “إن الألواح الشمسية تحتاج مساحة أكثر من 10 أمتار في تركيب مجموعة من الألواح لبيت واحد، والأبنية الطابقية لا يتسع سطحها لكافة البيوت، أيضًا مسألة تفاوت الأبنية في الارتفاع يؤدي لحجب الشمس عن كثير من الأبنية.”
وعن تكلفة تركيب نظام تشغيل الطاقة الشمسية بشكل كامل، فتبلغ التكلفة قرابة 700 دولار إلى 1000 دولار بشكل متوسط، وهذا يغني بنسبة 80 % عن الكهرباء وتستطيع تشغيل الكهرباء أكثر من 15 ساعة بدون صوت وبكلفة أقل ولا تحتاج سوى تبديل البطاريات بشكل سنوي تقريبًا بسعر 200 دولار، وهو المبلغ المستهلك سنويًا بحسب وصف أبو المجد.
سوء الأوضاع الأمنية والقصف المتكرر لبعض البلدات وحملة التهجير التي تشنها روسيا وقوات النظام وقفت عائقًا أمام العاملين في مجال الطاقة الشمسية بسبب صعوبة وخطورة الوصول إلى بعض المناطق التي تتعرض للقصف، وقد ساعدت الطاقة الشمسية الأهالي الذين هُجروا من منازلهم إلى مخيمات المناطق الحدودية ووفرت عليهم الكثير من الصعوبات والعناء فكل ما عليه حمل لوح جمع الطاقة وبطارية التخزين لاستخدامها في حياتهم اليومية.
هكذا يواجه السوريون الصعوبات والمشاكل ويبحثون عن الحلول لاستمرارهم في الحياة بعد 8 سنوات من الحرب التي كانت كفيلة من حرمانهم الكثير من الحقوق، فكانت الطاقة الشمسية خير بديل عن الكهرباء بعد سنوات من الانقطاع.