تقرير: دعاء علينتيجة لأسباب متعددة –سواء كانت مقنعة أم لا- تمَّ دخول كوادر غير مؤهلة للتعليم في المناطق الحرة، وبعد عام من إحداث مديرية التربية بحلب الحرة قامت الأخيرة بالطلب من المعلمين التقدم للفحص المعياري الذي أعلنت عنه.ولمعرفة ماهية هذا الفحص عن كثب قمنا بزيارة إحدى المراكز، حيث التقطنا بعض الصور لتغطية الخبر، وفوجئنا بالمسؤول عن المركز، إذ قام بمنعنا من المتابعة بعد علمه أن التغطية الإعلامية لصالح الصحافة، وليس للتربية، وطلب تكليفًا بالتغطية كي يسمح بالمتابعة، وقام بطردي قائلا: تفضلي برا.بقيتُ فترة لمراقبة الأداء في المركز، وقد شاهدت أربع معلمات من الممتحنات يدخلن إلى قاعة الامتحان بعد عشرين دقيقة من بدئه متذرعات بقول أحد المعنيين في التربية إنه لا مشكلة في ذلك.وحين شاهدت مسؤول المركز يتنقل بين القاعات قائلا: تجاوزوا السؤال غير الواضح لكم. أخذت نسخة من الأسئلة للاطلاع عليها، فجاء أحد العاملين في المركز وقام باستردادها بشكل غير مناسب.وبعد مضي 45 دقيقة من بدء الفحص قام المسؤول المذكور بتوجيه ملاحظة للممتحنات حيث قال: “كل واحدة -لم يقل كل معلمة- لا تحمل ما يثبت هويتها تبقى بعد الفحص”. وأعتقد بأن ذلك بسبب أن العديد منهن لا يحملن ما يثبت شخصيتهن. حينها غادرتُ المركز.وقد قمتُ باستقصاء آراء بعض المتقدمات حول الامتحان حيث أجمعت الآراء أن الاسئلة طويلة لا تتناسب والوقت، وأنها تحتوي على أخطاء علمية وأخطاء في الصياغة، فضلا عن سوء التنسيق في ضغط السطور مما أتعب القارئ وأربكه.إضافة إلى نقص في أسئلة الرياضيات تم تلافيه عبر استكماله على السبورة. إلا أن هذا السؤال لا يتناسب مع الاحتمالات التي كتبت على السبورة والتي غُيرت أكثر من مرة.والغريب في الأمر هو التعامل غير اللائق من قبل المراقبين، وطلب مسؤول المركز ممن لم يبرز شهادته الثانوية للمديرية التوجه إليها لاستكمال البيانات. مع العلم أن موظف التربية لم يطالب بالشهادة حين التسجيل. وكان الرد بأن الموظف نسي ذلك.وعند ذهاب المعلمات إلى المديرية لم يجدن الموظف المعني بطلب الشهادة أو غيره، أضف إلى ذلك إشغال مدخل المركز الامتحاني بالسيارات التي تقوم بنقل البضائع.وحول سوية أسئلة الامتحان سمعنا إلى آراء بعض التربويين:الأستاذ أسعد أبو عاطف مدرس رياضيات:السؤال 47 القاسم المشترك الأصغر خطأ، والصواب القاسم المشترك الأكبر.الأستاذ أنس إبراهيم مدرس لغة عربية:هناك أخطاء في ضبط الكلمات التي تشوش على الممتحن عملية الاختيار كما في أجوبة السؤالين 3و22، وفي السؤال 23 يُطلب من الممتحن تحديد الإجابة الصحيحة الوحيدة وضمن الأجوبة جوابان صحيحان!الأستاذ أنس حشيشو مدرس تربية إسلامية:هناك أسئلة تحتمل أكثر من إجابة كالسؤالين 67 و75وقد كان الاتفاق أن تُقَدَّم دورات تأهيل للمعلين قبل تقدمهم لهكذا امتحان، إلا أنَّ بعض الأشخاص ممن التقيتهم تغيرت أقوالهم واستغلوا مكامن الضعف عند المعلم وحاجته للعمل وعزفوا عليها ألحانا ذاتية ضاربين بعُرض الحائط اهتمامنا بالمعلم الذي يعد اللبنة الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.ألم يكن الأجدر أن يكون الفحص لمن عمل في التعليم من سنوات قريبة جدًا، وألا يشمل من علم سنوات طويلة؟ علينا تقديم الاحترام الواجب تقديمه للمعلم الذي يحمل المعاناة بعيدا عن المناصب التي يشغل البعض أنفسهم بها تاركين خلف ظهورهم ما تبقى من البلد ومعلمي أهل البلد. ملاحظة :تقدر حبر جهود مديرية التربية والتعليم بحلب، وتنشر هذا التقرير إيمانا بضرورة النقد الإيجابي الذي يهدف إلى تجنب الأخطاء السابقة والاستفادة منها .