علاء عبد الرزاق المحمود |
ما يزال شباب الشمال السوريّ يبدعون ويأتون بالأفكار الجديدة رغم الحرب الدائرة، فكل يومٍ نسمع عن مبادرةٍ شبابيّةٍ جديدةٍ تقوم على سواعد الشباب، فقد انطلقت منذ فترةٍ وجيزةٍ ” مبادرة دعم المواهب الشابّة التطوعيّة” في مدينة إدلب على مستوى الشمال السوري وريف حلب أيضاً، على أحد وسائل التواصل الاجتماعيّ الرائجة، حيث اتخذت من “الفيس بوك” منصةً لها وبدايةً للانطلاق.
صحيفة حبر التقت “حسان الأحمد” أحد المؤسسين لهذه المبادرة الذي قال: “إنّ هذه المبادرة شبابيّةٌ بامتياز وتطوعيّةٌ أيضاً، تهدف إلى تسليط الضوء على المواهب المنتشرة في الشمال السوري، وتقديم الدعم الإعلامي لها لتطفو على السطح في ظلّ عدم الاكتراث لما يحمله شباب هذا البلد من تنمية لمواهبهم ومهاراتهم؛ لذلك خططنا بشكل جيدٍ لهذا الأمر وانطلقت المبادرة في الحادي عشر من آب، أي منذ شهرين تقريبًا، والآن لها منصة إعلاميّة على فيس بوك باسم مبادرة دعم المواهب الشابّة.”
ما هي الآلية المتعبة لقبول المواهب وتسويقها؟
يجيب “إبراهيم محمد الزيدان” أحد المؤسسين للمبادرة:” في بداية الأمر تم نشر إعلانٍ خاص بالمبادرة ولمحةٍ تعريفيّةٍ عن شروط الانضمام والقبول، ثم تم التسويق بشكل كبير على جميع المنصات الشبابيّة واستفدنا من الثقل الإعلامي للمؤسسين، حيث إن كل مؤسس له منصة خاصة، وتم قبول الطلبات المتقدمة وقبول جميع المواهب سواء بالكتابة أم الرسم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جميع المواهب بجميع الميادين مثل: تقليد الأصوات، والتعليق الصوتي، والإنشاد، وبعض المواهب التي تم ملاحظتها ولم نتوقع وجودها أصلاً، كالمكياج السينمائي، وهذا ما ستشاهدونه قريباً على المنصة الإعلامية وسيقام حفل إشهار للمواهب المتقدمة قريباً.
وتم قبول المواهب بعد عرضها على لجانٍ مختصةٍ في كلّ مجال، سواء كان أعضاء اللجنة يملكون خبرة عمليّة أم أكاديميّة، وقد حرصنا على تقييم المواهب بشكل حيادي وأكاديمي.”
وفيما يخص رفض المواهب المتقدمة وآلية قبول الموهبة يوضح (عادل القاسم) عضو ومؤسس في المبادرة: “لم نرفض بشكل قطعي أيّ موهبة، لكن هناك بعض الأشخاص المتوجهين الذين يملكون موهبة حقيقية لكنهم يحتاجون بعض الدعم التقني الأكاديمي، قمنا ضمن خطة المبادرة بوصل هؤلاء الأشخاص بفعاليات وأشخاص يستطيعون من خلالهم تطوير هذه الموهبة وصقلها بشكل فعال، ثم سنقوم بعد فترة بالتسويق الإعلامي وإعطائهم فرصة للظهور، وهذا سيساعدهم بشكل أفضل، حيث ستظهر موهبتهم بشكل أقوى بعيداً عن النقد السلبي الذي قد يطالهم في بداية الطريق.”
تقول زهراء أحد المتقدمات للمبادرة: “تواصلت مع الرقم المرفق للتواصل، تم طلب بعض المعلومات الاجتماعية العامة في بداية الأمر، ثم تم طلب نوعية الموهبة التي أودّ المشاركة بها، كانت موهبتي الكتابة، فأنا أهوى الكتابة منذ الصغر، وأكتب بعض النصوص المتواضعة، لكنّني لم أجد من يساعدني بتطوير الموهبة سواء التعليم اللغوي النحوي أم التدريبات الأدبيّة حول أنواع الفنون الأدبية، بعد فترةٍ وجيزة تم التواصل معي وإخباري بشكل لطيف أنّني أملك الموهبة لكنّني أحتاج لبعض الصقل والتدريب، وتم إضافتي لأحد التجمعات الأدبية التي تعنى بتطوير المواهب الأدبية وصقل مهارات الكتّاب (مبادرة أزرق الأدبيّة) كنت مسرورةً جداً بذلك، حيث إنّني الآن أعمل بجدٍ ضمن مجتمع أدبيٍّ يقوّم نصوصي بشكلٍ أدبي، وأظنّ أنّني بعد فترةٍ سأكون قادرة على الكتابة بشكلٍ أفضل من ذي قبل.”
يضيف الشاعر (أمين الحمادي) من ريف حلب الجنوبي: “كنت أعاني سابقاً من ضعف التسويق الإعلاميّ، حيث إنّني أكتب الشعر منذ أكثر من سنة، ولي ديوان خاص لم ينشر منه أيّ شيء إلى الآن يحوي 465 بيت شعر، ما بين القصائد الثوريّة ووصف الحال، وما بين الحب والغزل والرثاء، شاهدت إعلان المبادرة على أحد المنصات الإعلامية، تواصلت مع القائمين على ذلك، فرحبوا بي بشكل كبير، وتم تحديد جلسة لتصوير تقرير بسيط حول موهبتي وتم تقديم الدعم التقني أيضاً من حيث آلية التسويق فيما بعد والتوجه لدور النشر ليكون بين يدي أول ديوان شعري لي بالأيام القادمة، والآن قد انطلقنا سويةً في هذا الطريق، حيث زرعوا فيّ الهمة والتفاؤل في ظلّ غياب المؤسسات الأدبية أو المراكز الثقافيّة التي تعنى بالشعر والشعراء.”
هل ستقف المبادرة عند الترويج الإعلامي فقط؟
يجيب (محمد العثمان) عضو من كادر المبادرة:” لن نقف هنا فقط، أحلامنا أكبر من ذلك، نطمح لأن نكون عرابين للمواهب في الشمال وتوسيع العمل حتى يشمل المواهب السوريّة خارج الحدود، حيث تقدم للمبادرة الآن مواهب سوريّة فذة من مصر على سبيل المثال؛ لذلك نقوم الآن بالتخطيط لتنظيم كوادر سوريّة في المهجر في البدان العربية أو الأوربية، حيث سيكون هناك كادر مختص ينقل لنا الصورة الإعلامية من هناك، لكن يحتاج هذا الأمر لبعض التروي والتخطيط الجيد.”
هل هناك مشاريع أخرى غير ذلك؟
يضيف (حمزة العوض) عضو من كادر المبادرة:” نعم لدينا مشروع إعلامي ضخم، حيث سنقوم بتصوير فلم سينمائي، إن شاء الله، يجمع الدفعة الأولى المتقدمة من المواهب، وسنحاول ترجمة الفلم لعدة لغات مع فرقٍ مختصةٍ بذلك، وسيقوم على تصوير الفلم كادر سينمائي بامتياز من شباب الداخل السوري فيما بعد، حيث وجدنا الكثير الكثير من المواهب العالمية التي لم تأخذ حقها في ظل الحرب.” (محمد العيسى) أحد المواهب المتقدمة يقول: “منذ سنتين أو أكثر اكتشفت أن لديّ القدرة على تقليد الأصوات، سواء المشاهير أو الشخصيات الكرتونية، تقدمت للمبادرة بعد أن شاهدت الإعلان، كنت بحاجة للدعم النفسي والقدرة على أخذ القرار للوقوف أمام عدسة الكاميرا، قدم لي الفريق قبل التصوير الدعم اللازم لذلك، كنت سعيدًا جدًا لأنها أول مرة أقف على العلن مظهراً هذه الموهبة التي كنت أمارسها فقط أمام الأطفال ببعض العروض المسرحية وأما مرآتي في المنزل فقط.”
يضيف (يوسف اليوسف) أحد المتقدمين للمبادرة: “عملت على نطاق ضيق فيما قبل مع بعض الإذاعات في التعليق الصوتيّ، ولم يخطر على بالي قط أن أظهر على العلن بهذه الموهبة، حيث إنّنا هنا في الداخل غير قادرين على تنمية المواهب المميزة، أمتلك صوتاً جيدًا لا بأس به ويمكنني التعليق على أيّ مادة إعلامية بصوت مختلفٍ جداً عن صوتي الحقيقي، مع أنّ الجميع يعلم بغياب المؤسسات الشبابية التي تعنى بمواهب الشباب وتطوير مواهبهم واستثمارها بالشكل الأفضل.
تقدمت للمبادرة وقمت بالتعليق الصوتي والتحدث عن موهبتي وبعض المعلومات الشخصية آملاً أن تساعدني المبادرة بالوصول إلى جمهور أكبر علّني أصل إلى جهةٍ تتبنى هذه الموهبة وتساعدني على تطويرها.”
في الختام يضيف (أحمد مصطفى عكوش) عضو من ضمن كادر المبادرة:” إنّنا نتمنى أن يتم مساعدة الكادر وتقديم العون لهذه المبادرة كي نستطيع تقديم الدعم لجميع المواهب الشابّة، إذ يمكننا أن نجد الكثير الكثير من الشباب الذين يملكون مهارات ومواهب لو تهيأت لهم الظروف المناسبة لغيروا المعادلة تماماً، فهم يملكون طاقات إيجابية من الواجب على جميع المؤسسات والمنظمات الفعالة التعاون معها وتقديم يد العون لها.”