تقرير: عمر عربفي وقت أصبحوا فيه بأمس الحاجة لاكتساب خبرات ومعرفة كي يتمكنوا من تنمية عقولهم وقدراتهم العقلية والفكرية وبناء مستقبل أفضل، أطفال سورية حُرموا من متعة الجلوس خلف مقعد الدراسة وتلقي العلم من قبل المدرسين ممَّا سبب لهم مشاكل نفسية خلفها الواقع الذي يمرون به، وربَّما تزداد سوءاً إذا لم تتم محاولة تأهيلهم من جديد وإعطائهم فرصة أخرى تمكنهم من تنمية مهاراتهم المتعددة التي يمتلكونها.في هذا السياق آثر عدد من الجمعيات التعليمية إعادة بناء الهيكلة النفسية لجميع الأطفال بمختلف الأعمار، وذلك من خلال تحدي الظروف والواقع المحيط بهم، ليعاد فتح المدراس من جديد لاستقبال طلاب العلم وإكمال ما توقفوا عنه، إلا أنَّ هناك الكثير من الصعوبات التي تعترضهم، من أبرزها صعوبة تحديد مستوى الطالب ووضعه في المكان المناسب، فثمة الكثير من الطلاب الذين هم على سبيل المثال في الصف السادس وتوقف تعليمهم لعدة سنوات، فهؤلاء يحتاجون إلى تحديد المستوى الفكري والعقلي ليتم ترقيتهم إلى الصفوف التي يجب أن يكونوا فيها بما يتناسب وعمرهم التعليمي.في ضوء ذلك قامت صحيفة “حبر” بإجراء لقاء مع عدد من مدراء المؤسسات التعلمية في حلب المحررة وسؤالهم عن مشكلة التأخر التحصيلي للطالب وكيفية التعامل معها.مؤسسة قبس: “يتم تحديد مستوى الطالب الذي لا يملك أية وثيقة تثبت صفه عن طريق إجراء سبر للمعلومات في الصف السابق للصف الذي يناسب عمره، وهكذا نستطيع أن نحدَّ كثيرا من ظاهرة وجود طلاب مختلفين في الأعمار في صف واحد، فيستطيع أهل الطالب تدريسه المعلومات الأساسية للصف السابق لعمره كي يستطيع النجاح في السبر، ثمَّ يحصل على وثيقة تجاوز السبر لينتقل إلى الصف الذي يناسب عمره، وهذا الأمر لا ينطبق على الشهادة الإعدادية كون الطالب عليه أن يتجاوز امتحان الإعدادية لينال شهادتها.ناهيك عن نقص في الدافعية تجاه التعلم كونهم يعيشون في ظروف حرب قاسية، ولذلك تجرى أنشطة الدعم النفسي لتجاوز هذا الأمر.مؤسسة أفق : في حال وجود خلل في مستوى طالب ما، يصل طلب إلى إدارة المدرسة بحسب رؤية المدرسين بنقل هذا الطالب إلى المستوى الذي يجب أن يكون عليه، فإذا كان النقل إلى مستوى أدنى من المستوى الذي سجل فيه يجرى له سبر إن تجاوزه يلحق بمن هم في سنه ومستواه التعليمي، وإذا كان مستواه أعلى يرفع مباشرة إلى أقرانه في السن والمستوى الفكري العقلي .ومن ناحية تذكُّر المعلومات السابقة فإنَّ الطلاب في هذه الأيام لديهم مشكلة في تذكر المعلومات، فإنَّ تأثير الحرب والنزوح وعدم الاستقرار يبدو واضحا في فقدان الطلاب لكثير من المعلومات السابقة خاصة لمن كان متوقفا عن التعلم منذ أربع سنوات، وهناك مشكلة الشرود أثناء الدرس، وحدوث ذعر أثناء سماع أصوات تحليق الطائرات، نسعى إلى تجاوز ذلك وجعل الطلاب يحبون المدرسة من خلال أنشطة الدعم النفسي التي تتضمن أنشطة حركية وترفيهية يقوم بها الطلاب وتبعث في نفوسهم المتعة والسرور”مؤسسة ارتقاء: “يتم تحديد مستوى الطالب على أساس مستواه العلمي وذلك بعد إخضاعه لسبر معلومات في بداية العام الدراسي، هذا في حال كان هناك تقارب بين العمر الحقيقي والعلمي،أمَّا إن كان هناك فرق بين المستوى العلمي والعمر فيلحق بصفوف محو الأمية لتعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب”د. عبد الله مرشد نفسي: ” يجب مراعاة وضع الطالب وما يمرُّ فيه من ظروف لم يكن قد اعتاد عليها والتي سببت له اختلافا في طريقة العيش والتعامل والتفكير، وربَّما في بعض الحالات يكون له آثار سلبية، لذلك من الضروري تفهم كل ذلك ومحاولة إيجاد ظروف جديدة من تساهم في إبعادهم عمَّا هم فيه وتجعلهم يتفهمون الوضع الذي يمرون فيه وأنَّهم قادرون على التعايش معه، وأنَّه من خلال التعلم يمكنهم معرفة ما يحصل حولهم والتغلب على واقع مظلم من خلال محاربته بسلاح العلم”لقد قضى الطلاب فترة من الانقطاع عن الدراسة، وعايشوا الخوف والقتل إلا أنَّنا يجب أن نتدارك وضعهم هذا، وإنَّ كلَّ عمل لا يخلو من التحديات، ونحن يجب أن يكون لدينا دائماً البدائل التي تتناسب مع الواقع المفروض.