بقلم أحمد أبو إلياسينتهي مؤتمر فيينا 2 ، وجملة مقرراته تعني أنّه تم التسليم لروسيا بمباركة أوروبية – امريكية – عربية، بعد أن أفلح تباكي نبيل العربي في دعوة جامعة الدول العربية إلى المؤتمر .بعد دقيقة صمت على أرواح من قتلوا في أماكن متفرقة في العالم باستثناء سوريا، لأن موت السوريين أصبح جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، ناقش المجتمعون في العاصمة النمساوية الباردة، سبل تخفيض حرارة الدم السوري الذي يسفك بجميع أنواع الأسلحة التي عرفها العالم، وطبعاً لأن المقتول لا يمكنه الحضور، ولأن من يلعبون دور أوليائه مشغولون بالتحضير للثأر منذ خمس سنوات، كان لا بدّ من حضور أحد أطراف الصراع من أجل فهمٍ أفضل لصورة الوضع المأساوي السوري، وبغية نتائج أكثر فائدة قرر المجتمعون أن تكون هذه المباحثات مع شركاء القاتل وأوليائه المقربون، للوصول إلى حلٍّ يشبع شهوته للدماء .بعد التشاور الطويل توصل المجتمعون بذكاء إلى ضرورة وقف إطلاق النار، والبدء بالمفاوضات بين أطراف الصراع، ودعم عملية الانتقال السياسي في سوريا، مع ملاحظة أنّ وقف إطلاق النار لن يشمل الجماعات الإرهابية التي تركت دون تحديد دقيق، حتى لا يحرج القاتل وهو يكمل جريمته، فتهمة الإرهاب جاهزةٌ لتكفّن كلّ الموتى الذين تنالهم نيرانه وطائراته وبراميله . وبذلك لا يحرج أمام أصدقائه بانتهاكه لتوصيات فيننا الجميلة .حضر أسياد النظام وشركاؤه في القتل ليدافعوا عنه، ويفهموا دول العالم بأن هذا النظام خلّصهم من أكثر من نصف مليون سوري إرهابي كانوا سيحولون العالم إلى جحيم، ومازال يحاول الاستمرار في عمله النبيل عبر القتل اليومي الذي يقوم به، لذلك لا داعي لأن يكون في توصيات فيننا تأكيداً على رحيل رأس النظام وزبانيته، فهم مجموعة من الأبطال الذين يحاربون الإرهاب المتمثل في حركات ستسمى لاحقاً .لم تنتهي المسرحيّة هنا، بل استمرّ أبطال العرض في تقديم إبداعهم فأكّدوا مجتمعين بأنهم سيضغطون على القتلة ليتوقّفوا عن استخدام الأسلحة العشوائية، وسيطلبون منهم استخدام أسلحةٍ اكثر دقّة في المرات المقبلة، وبأنهم سيعملون على إجراء انتخابات حرّة ونزيهة خلال 18 شهراً، ريثما ينتهي النظام الحالي من القضاء على الإرهابيين لتكون له فرصة المشاركة “الحرّة” في الانتخابات القادمة بسلام وطمأنينة .لم ينس الممثلون قبل إسدال ستارة العرض أن يعدوا جمهورهم، بعرض قادم أكثر إثارة خلال شهر، ليخبروهم عن النجاحات التي حققوها في عروض أخرى سوف تنجز في هذه الفترة، آملين من الجميع الانتظار دون فعل أيّ شيء إلا بتوجيهات من المخرج دي مستورا، حيث سيكون هو المسؤول عن مراقبة العروض القادمة والتحضير لها .ولكن ما يؤسف حقّاً .. أن عدداً من السوريين ما زالوا يتابعون هذه العروض الهزيلة بانتظار أي فرج قادم، أو فرصة حالمة تمكنهم من الانتصار لقضيتهم كما يقولون، بينما يعمل آخرون واصلين الليل بالنهار لصناعة فرصتهم غير عابئين بهذه العروض، لانهم يعلمون أن النهاية ستكون لمن يمتلك الخشبة بقوة، وليس للمهرّجين الذين يقفون عليها .علينا جميعاً كسوريين أن نعمل لنمتلك الفرصة التي نريد، ونقدم عرضنا للعالم بقوة ، لا أن ننتظر ليصنع لنا بعض الكومبارس أدوارنا في عروضهم .