بقلم غسان دنو(عايش على البركة) جملة يستخدمها جلُّ الشعب السوري قاصداً بها أنَّه متوكل على الله في أموره، مدركاً بذلك أنَّ الله مدبر كل شيء، وهذا شيء عظيم أن يكون إيمان البشر بخالقهم قوي.ولكن هل نستمر بأساليبنا الفوضوية بالحياة ونقول نعيش على بركة الله، وننسى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام اعقلها وتوكل؟!قليل منَّا من يخطط لمستقبله ويضع هدفا ما نصب عينيه يؤديه في مستقبل قريب، كآخر اليوم أو مستقبل بعيد كآخر الأسبوع أو الشهر، وخاصةً في هذه الأيام، فلا يهمنا وقت الاستيقاظ والنوم، فأي وقت أستيقظ أملأ بطني بما تيسر، أهرع بعجلة إلى عملي، فأنا متأخر ولا أعطي عملي حقه فما زلت مقصرا، أعود إلى بيتي لأبدأ بتناول الطعام، عابسا بوجه زوجتي ومزمجرا، أملأ بطني وبكأس شاي جسدي يفتر، أقلب قنوات التلفاز، يغدر بي النعاس وأشخر.هذا المثال لحياتنا الفوضوية بروتينها السيء، يقضُّ مضجعنا ولعصر الجاهلية والتخلف أرجعنا.إنَّ التخطيط اليومي شيء بسيط للغاية، اجعل لنفسك سجل ملاحظات مهما كان شكله ورقة، (دفتر، موبايل…) وقيد به ماذا ستفعل غداً، حاول أن تلتزم قدر المستطاع بها ولو قصرت ببعضها لا بأس، اليوم التالي يكون أسهل لأنَّ عقلك لديه فسحة جديدة يعاود الكرة تلقائياً ويرتب الملاحظات اليومية بحسب أفضليتها، يوم يليه يوم يتكون لديك أسبوع بآلية عمل معينة، وسرعان ما تدرك لذة وحلاوة الأمر فتطبق المخطط على شهر، نعم شهر لا تستغرب.الطلاب الصغار في دول الغرب يبدؤون التخطيط منذ صغرهم ويقررون في سن البلوغ مستقبلهم طبيب (مهندس، عامل…) ربَّما لا ينجح كلهم ولكن أغلبهم يصبح كما خطط، وهناك تجارب كثيرة لا يسعنا ذكرها.وكمثال بسيط على فاعلية التخطيط، لننظر لما يحيط بنا، فأمريكا والدول العظمى قررت يوما ما تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة متناحرة، فخططت وكان لها ما تريد بسايكس بيكو، وفكروا بشرق أوسط جديد، وها هم ينفذوه، وهذا يدل على أنَّ التخطيط أمر فعال.ونحن الثوار فكرنا بالحرية المنشودة وقررنا أنَّها مبتغانا دون أي تخطيط مسبق، فخربنا الدار بيد بشار فوق رؤوسنا.ولكن على الاقل لدينا الفرصة لكي نخطط المرحلة القادمة، وكيف نبنيها من جديد، فهل نحن على قدر المسؤولية؟ أم نتركها على بركة الله؟ وحاشاه أن يخطئ.