رؤى الزين |
أقامت منظمة شفق “مركز الكرامة المجتمعي” بالتعاون مع مؤسسة ضياء للثقافة حفلاً تكريماً في صالة الحمراء بإدلب ب30 تشرين الأول، بمناسبة اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، وباعتبار “قوصرة” عالمًا في تاريخ إدلب وتراثها، تم تكريمه في هذا اليوم بعد أن نشر مؤخرًا كتابه الجديد بعنوان : “إدلب البلدة المنسية” .
“فايز قوصرة” تراث إدلب الثقافي.
قضى فايز قوصرة ما يقارب الخمسين عاماً من عمره في توثيق تاريخ حضارة إدلب، وبدأ مشواره الثقافي منذ دخوله كلية الآداب “قسم التاريخ” ، وألَّف قرابة الثلاثين كتاباً أبرزها: “الرحالة في محافظة إدلب ” في عام 1984، و”من إيبلا إلى إدلب ” يحتوي على أكثر من 140 وثيقة في إدلب ، وكان آخر كتاب نشره “إدلب البلدة المنسية”يتألف من ثلاثة أجزاء، نشر الجزء الأول منه وهو عبارة عن 630 صفحة في طياته معلومات ووثائق حضارية. يتحدث “قوصرة” عن كتابه بقوله: ” كان أول مشروع لي، تأخرت فيه جداً حوالي النصف قرن حتى اكتملت الصورة الحضارة التي أردتها، تضمن الكتاب توثيق الحياة الإدارية والسياسية وتكلمت عن ثوار ومعارك إدلب التي قامت ضد الاحتلال الفرنسي، والمنشآت الدينية والعمرانية منذ العصور القديمة حتى قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1959م” انتهى كتابه بتوثيق حياة 42 من أعلام ومؤرخين وأدباء ونواب إدلب .
ضعف الاهتمام بالثقافة في المحرر وغلاء أجور الطباعة والنشر.
تطرق “قوصرة” للحديث عن شبه انعدام الاهتمام بالثقافة من قبل المنظمات والمؤسسات الحكومية الموجودة على الأرض: “أنا فقير مادياً لكني غني بثقافتي وسمعتي، أخشى أن أموت ويدفن تعب خمسين عاماً معي، ما أتمناه مساعدتي في نشر ما كتبته ووثقته ولم أستطع نشره”، ووجه رسالة لأغنياء سورية والمنظمات الخيرية للاهتمام بالعلم وطالب العلم: ” أطلب من كافة الأغنياء والمنظمات أن يشجعوا أهل العلم وطالب العلم الفقير الذكي، لأننا نفتقد للرعاية بالعلم المحلية والرسمية”، وأشار إلى ضرورة العمل المؤسساتي لأنه سر نجاح أوروبا، وختم حديثه لصحيفة “حبر” بضرورة اهتمام جيل الشباب بالعلم والابتعاد عن الجهل والمواقع التافهة في الإنترنت، حيث قال: “بسبب الجهل وانتشار الفيس بوك والمواقع الأخرى عبر الإنترنت تحولنا من أمة في قمة العلم إلى أمة فراغ”.
النشاطات التي تضمنت الحفل والهدف منه
بدأ الحفل بكلمة ترحيب لمديرة مركز الكرامة”شذى بركات”، ثم ألقى “عمار سفلو”مدير مؤسسة ضياء للثقافة كلمة رحب فيها بالضيوف وأعطى لمحة تعريفية عن المؤسسة وأهدافها، ثم كان هناك قصيدة شعيرية لشاعر إدلب “أمين أخرس” تحكي عن تراث إدلب وكرم أهلها، وعرض فيديو، وهو لمحة عن حياة المؤرخ “فايز قوصرة”، وشرح قوصرة مقتطفات من كتابه الجديد من خلال كلمته التي ألقاها ضمن الحفل، كما كان هناك مسابقات فكرية وثقافية تم منح الفائزين هدايا رمزية. اختتم الحفل بتكريم “فايز قوصرة ” وعدد من أدباء وشعراء إدلب.
كان الهدف من هذا التكريم لفت أنظار العالم بأن إدلب ليست غمامة سوداء يسودها الحرب والدمار، فهناك علماء وثقافة تسعى جاهدة لتوثيق حضارة وتاريخ إدلب منذ آلاف السنين حتى الآن. ووضحت “شذى بركات” هدف المنظمة من هذا الحفل بقولها:” كان لا بد من إسقاط الضوء على هذا الكتاب الذي نشر الآن في الوقت الذي يتداول اسم إدلب في كل الوكالات الإعلامية العالمية لأنهم يتهمون إدلب بالإرهاب، بينما هي شعلة للثقافة والنور والسلام منذ آلاف السنين وحتى اليوم”.
يعتبر أهل إدلب أن “قوصرة” تاريخ يمشي على الأرض بهيئة البشر يقول “محمد” أحد الحضور في الحفل:” تاريخ إدلب توثق بأسطورتها فايز قوصرة وهو يعتبر بالنسبة إلي تاريخ بحد ذاته وبحر من النور والعلم والثقافة”.
يعتبر هذا التكريم الثاني لفايز قوصرة بعد نشره لكتابه الجديد مؤخراً، فقد تم تكريمه في29 تشرين الثاني بمتحف إدلب بحضور كبير من علماء وأدباء ومثقفي إدلب.