عبد الحميد حاج محمد |
كثفت قوات النظام وطائرات القوات الروسية من قصفها لمدينة جسر الشغور وريفها في الفترة الأخيرة، حيث تتعرض المدينة لقصف يومي بشتى أنواع الأسلحة والقذائف والصواريخ بالإضافة إلى الطيران السوري والروسي.
وبحسب (أحمد يازجي) قائد قطاع جسر الشغور في الدفاع المدني، فإن المدينة تعرضت في العشرة أيام الماضية لحوالي ٢٤ غارة جوية، بالإضافة إلى أكثر من 65 قذيفة مدفعية وصاروخية.
هذه الغارات والقذائف كانت كفيلة بزعزعة أمن المدينة وجعلها مدينة منكوبة تعاني وتواجه أشد الصعوبات وحيدة بلا دعم ولا عون من أي جهة كانت.
ويتابع يازجي بقوله: “خلفت هذه الحملة الأخيرة سبعة قتلى من المدنيين بينهم أربعة أطفال، وتعرض أكثر من ثلاثين مدنيًا لإصابات أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة خمسة متطوعين من عناصر الدفاع المدني.”
لم يفرق قصف النظام وروسيا بين منشأة عامة ومنزل، فقد تعرضت أكثر من خمسة مدارس للقصف المباشر وخرجت عن الخدمة.
وبحسب يازجي، فإن أهم المنشآت المستهدفة في المدينة هي مركز قيادة قطاع الدفاع المدني في جسر الشغور، ومركز إزالة الذخائر والنقطة النسائية في جسر الشغور، بالإضافة إلى مستوصف الجسر الصحي الذي كان يخدِّم أهالي المدينة ليخرج اليوم عن الخدمة وتبقى المدينة دون مركز صحي، أيضًا تعرض مسجدان للقصف وكنيسة اللاتين، بالإضافة إلى الكثير من منازل المدنيين والأسواق الشعبية بالمدينة، في سياسة يتبعها النظام لتدمير المنشآت العامة في المدينة وشل حركة المدينة وريفها بشكل تام.”
صحيفة حبر التقت رئيس المجلس المحلي لمدينة جسر الشغور الأستاذ (إسماعيل حسناوي) الذي حدثنا عن حال المدينة بقوله: “من الناحية الخدمية يعجز المجلس المحلي حاليًا عن تقديم الخدمات، وذلك بسبب عدم وجود الإمكانيات داخل المجلس المحلي، والمجلس غير قادر بمفرده على إزالة الركام من الشوارع، لا توجد آليات وعمال لدى المجلس، والجو شتوي ونخاف من سيلان الركام إلى الصرف الصحي وخلق مشاكل في المدينة.”
ومع بداية حملة النظام منذ عدة أشهر على المدينة، علقت أغلب المنظمات عملها داخل المدينة لتعيش اليوم المدينة أوضاعًا بدون أي خدمات أو أي إغاثة لمن تبقى من الأهالي داخل المدينة.
يقول حسناوي: “لا نستطيع تقديم خدمات، كخدمة المياه والطبابة، المدينة ينقصها كل شيء ولا يوجد فيها شيء، وعدم وجود المنظمات الداعمة للمدينة وتعليق أعمالها أمر زاد معاناة الأهالي داخل مدينتهم.”
ونتيجة لذلك، خرج الكثير من الأهالي من المدينة ونزحوا إلى مناطق أكثر أمنًا باتجاه الحدود التركية، إلا أن المدينة ماتزال تحوي فقراءها الذين لا يستطيعون الخروج بسبب وقوعهم تحت خط الفقر، يقول يازجي: “إن أغلب سكان المدينة غادروا ولم يبقَ إلا القلة القليلة الذين ليس لهم مأوى خارج مدينتهم ولا يوجد مخيمات، وإن وُجد لا يوجد خيام، فبعض الأهالي يفترشون الأراضي تحت الأشجار نهارًا، وفي الليل الذي يعتبرونه أكثر أمنًا يعودون إلى بيوتهم.”
ويبلغ عدد سكان جسر الشغور قرابة أربعين ألف نسمة، وتستضيف المدينة قرابة خمسة آلاف من المهجرين، وعلقت مديرية التربية مؤخرًا دوام المدارس في المدينة بسبب القصف المتواصل على المدينة حرصًا على سلامة الطلاب، يقول الحسناوي: “إننا نقوم بعملية النظافة داخل المدينة بشكل مخجل، حيث لا توجد الإمكانيات لدينا ونواجه نقصًا كبيرًا في العمال والآليات اللازمة، والوضع الإغاثي في المدينة في أسوأ حالاته، منذ ستة أشهر لم تدخل سلة إغاثية واحدة للمدينة.”
ويختتم الحسناوي بقوله: رغم مناشدتنا العامة إلى المنظمات والاتصالات الخاصة مع المنظمات لم تلبِ أي منظمة دعوتنا لإغاثة المدنيين داخل المدينة، ولم نتلقَ سوى الوعود، وأعود وأكرر عبر صحيفتكم مناشدتنا إلى المنظمات وإلى الجهات المسؤولة بإغاثة المدنيين في جسر الشغور ووقف آلة الإجرام بحق المدنيين.”