أحمد نعسان |
بعد عامٍ على انقطاعهم عن مقاعد الدراسة، يعود أطفال سهل الغاب بريف حماة الغربي إلى مدرستهم محمّلين بأمل الاستمرار بحياتهم الطبيعية، بينما يرافقهُم خوفٌ من قصفٍ لهذه المدارس.
بدأت مدرسة (دار الأرقم) بريف حماة الغربي التابعة لمديرية تربية حماة الحرة بالعام الدراسي الجديد باستقبالها (250) طالبًا من المرحلة الابتدائية والإعدادية، وبدأت دوامها بشكلٍ طوعيٍ مؤلف من ستة عشر معلمًا وإداريًا بلا إمكانياتٍ أو حتى كتب مدرسية بسبب النقص الحاصل على كافة الأصعدة.
(علي العبيد) مدير المدرسة قال: “إنهم بدأوا بالدوام منذ أكثر من شهر، وإن أعداد الطلاب تزداد يومًا بعد يوم.” ثم تحدّث عن الصعاب التي تواجههم
مشيرًا إلى عدم توفر الدعم اللوجستي والكتب المدرسية، ممَّا يضطرهم أن يعتمدوا على بعض الإمكانيات غير الكافية التي كانت متوفرة من العام السابق، إضافة إلى أنّ جميع المعلّمين يعملون في المدرسة بشكلٍ طوعيٍ.
ويضيف العبيد: “مخاطر الجهل أيضًا كانت سببًا بافتتاح هذه المدرسة مع بداية العام الدراسي في ريف حماة الغربي، والمعلمون مستمرون بعملهم انطلاقا بواجبهم تجاه أبنائهم في هذه المدرسة المهددة من خطر الطائرات الحربية كغيرها من المدارس التي دُمرت وأصبحت خارجة عن الخدمة.”
وقال أيضا: “نحن مقبلون على فصل الشتاء، والمدرسة تحتاج لبعض الترميم السريع، وكذلك تحتاج لوقود لمدافئ الغرف الصفّية، إضافة إلى كلفة تشغيلية ونوافذ وأبواب صفية.”
كما يعاني أهالي الطلاب من شراء الكتب والدفاتر لعدم توفرها في المناطق القريبة وكذلك غلاء سعرها في المطابع الخاصة.
(كاسر كعيد) مدرس مادة التاريخ في هذه المدرسة يقطع مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة متحملًا كلفة التنقل الباهظة، يقول كعيد: “هدفنا هؤلاء الطلاب وتحقيق أدنى حقوقهم وهو التعليم، وبناء هذا الوطن الذي دمرته مدافع وطائرات النظام.”
الطفل (أحمد) وهو من طلاب الصف الثامن الأساسي قال: إنه “عاد مع عائلته من مناطق النزوح حيث لا مأوى ولا مأكل ليكمل دراسته هو أصدقائه، ولكنه بسبب عدم توفر الكتب ينقل الدرس كاملاً إلى دفتره الوحيد، ويتمنى أحمد بأن يصبح طبيبًا لكي يداوي أبناء بلده.”
حصيفة حبر التقت (خالد الفارس) مدير المجمع التربوي الغربي في تربية حماة الحرة الذي حدثنا عن مدارس حماة بقوله: “انقطاع الدعم عن التعليم في المناطق المحررة يهدد بكارثة بحق المعلمين والطلاب، وجهود تربية حماة لن تتوقف ومستمرة في مناشدة المنظمات الدولية المعنية بأمر التعليم لدعم قطاع التعليم في هذه المنطقة، وإننا نسعى لافتتاح عدد أكبر من المدراس في تربية حماة الحرة.”
وذكر الفارس أن عدد المعلمين المتطوعين بلغ (600) معلم، وعدد الطلاب النازحين الجدد (37) ألفًا، وعدد المدارس قبل الحملة السابقة (182) وعدد المدارس التي احتلت من قبل النظام (122) مدرسة، وعدد المدارس التي قصفت بشكل مباشر (35) مدرسة، وإنّ أكثر من (20) مدرسة لا تزال مغلقة في مناطق وقرى سهل الغاب بريف حماة الغربي بسبب القصف المتواصل من قبل قوات النظام السوري وبسبب استمرار حركة النزوح.
وأضاف عبيد في ختام حديثه: إننا مستمرون رغم الصعاب ورغم المعوقات لبناء جيل يبني هذا الوطن، وإنّ مدرسة (دار الأرقم) بريف حماة الغربي هي الوحيدة التي تعمل الآن في مناطق سهل الغاب، وإنّ (14) مدرسة دُمّرت بالكامل جراء القصف والمعارك خلال الخمسة أشهر الماضية.”