بقلم عدي الحلبيالبطالة كلمة خطيرة لما لها من آثار سلبية تؤثر على المجتمع ولا سيما فئة الشباب، فما إن ينال الطالب شهادته الجامعية حتى يسقط في بؤرة البطالة وتزداد هذه المشكلة تفاقما وأخطارا وخاصة أثناء الثورة السورية لا سيَّما بعد خروج عدد كبير من القطاعات والمعامل عن العمل، وانخفاض التكلفة الإنتاجية لها، لتكون هذه الأسباب بوابة تدخل منها البطالة وتزداد المعاناة ولتزداد معها الآثار السلبية النابعة عن مخاطر هذه المشكلة، فالبطالة نار تُشعل فتيل الجريمة وتقطع خيوط المحبة التي تربط المجتمع، فهي الدافع الأول للإنسان لكي ينتج رزقه من طرقٍ غير مشروعة، و تساهم في انحراف الشباب عن الطريق المستقيم ليبقى الشاب هزيلا وعاجزا عن إنتاج لقمة عيشه وعن مواكبة الدول الأخرى صناعة وانتاجا، فها هي الدول الغربية تنعم وشبانها بالعيش الرغيد، بينما يغرق شباننا في بحر البطالة المظلم ، ولعلَّ الأثر البارز التي انتجته البطالة على الشباب السوري خلال سنوات الثورة هو الهجرة الخارجية بحثا عن عمل يؤمن قوت الانسان ويستطيع به أن يكمل حياته التي ضاقت عليه في بلاده بسبب سوء المعيشة ليتحمل المشاق لاهثا وراء الحياة الكريمة ولكن هيهات، فبلادي وإن جارت علي عزيزة، فلابدَّ لنا استشعار مدى خطورة هذه الطامة الكبرى التي تعصف بشبابنا وببلادنا، ولابدَّ لنا أيضا من أن نجد الحلول المناسبة والتي ستحافظ على الطاقات الشبابية التي بإمكانها النهوض بالوطن وإخراجه من الأزمات التي يمرُّ بها، فالشباب دوما هو أبو المعجزات، فهو أمل المستقبل والقادر على صناعته، وتتلخص الحلول في توفير فرص العمل وتأمين التعليم بكافة مراحله لمنع الشباب من الهجرة بحثا عن عمل، لأنَّ الوطن بحاجة إلى هؤلاء الشبان لكي ننهض بأمتنا كما الأمم الأخرى.