بقلم غسان دنوإنَّ من يعيش في سوريا اليوم لديه كل فرص الحياة، فهذه المرحلة المتخبطة والمتقلبة أعطت لكل سوري ثائر دون استثناء عشرات الفرص التي لم تكن متاحة له في زمن الطاغية.السوري اليوم يستطيع أن يمارس مهنة كالتمريض والتعليم والإعلام بكل بساطة، فلكل مهنة ممَّا ذكرت يتوفر معهد أو منظمة تأهلك لتتقنها، ليس في المجالات المدنية فحسب بل في المجالات الأخرى التي كانتحكراً على مؤسسات النظام العسكرية كتصنيع بعض أنواع القذائف والرصاص والصواريخ المحلية والعربات المدرعة، من هنا توجَّب على كل فرد دخل هذه المجالات وأتقنها بغض النظر عن مستوىتحصيله العلمي أن يطلق العنان لعقله ويبدع، فهذه الفرص لن تتكرر، وأي مهنة أتقنت تستطيع الاستمرار بها بعد الثورة.رغم أنَّ المنافسة ستكون قوية، فالحكومة القادمة ستعطي أصحاب الشهادات الجامعية أولوية التوظيف، ولكن بخبرتك ستغدو مدرساً لهم.ويبقى التساؤل الأهم: هل ستعير الحكومة المقبلة أي اهتمام لأصحاب الخبرات والعقول الفذة؟أم ستكون كسابقتها وتهملهم؟وما مصير الكوادر الطبية والتعليمية والفنية ممن حصلوا على شهادات خبرة أو شهادات ثانوية من وزارة التربية في الحكومة المؤقتة؟ يا ترى سيرمى بهم في الشارع ويأتي بدلاً منهم خريجوالجامعات الذين أمضوا سنوات الثورة في الدول المجاورة.بل الأغرب من ذلك أن يستلم وظائف الدولة المنتظرة خريجو جامعات النظام الذين أكملوا الدراسة في أحضانه وتخلوا عن الثورة، في حين تخلى الكثير من طلاب الجامعات عن دراستهم لأجل إسقاط النظام.وما مصير القادة العسكريين الذين برعوا في أمور العسكرة؟ هل يتولون مناصب بالجيش القادم؟ أم كما حدث في ليبيا يحاربون على مواقفهم ورفضهم الانصياع لحكومات الغرب؟ ربَّما يخيرون بين النفي أو يعتقلون وفي السجون يزجون.