د. مصطفى محمودتسوانا وناميبيا وجامبيا وموريشيوس والسنغال كلها دول إفريقية تدار بأنظمة ليبرالية علمانية رأسمالية ديموقراطية منذ عشرات السنين ,لكنها من أفقر دول العالم لذلك لن يذكرها المتعلمن العربي بل سيتعامل مع هذه الدول على أنها غير موجودة ..دولة مثل ليبريا تعمل بالدستور الأمريكي وعملتها الدولار وفيها مجلس شيوخ ومجلس نواب منذ أكثر من نصف قرن وهي علمانية ليبرالية منذ القدم وأهلها ليبراليون ومع ذلك مصنفة كأفقر دولة في العالم على الاطلاق..بل إن ليبريا إلى أعوام قليلة ماضية لم يدخل طالب واحد إلى الجامعة على الاطلاق ,حيث فشل جميع الطلبة في اجتياز اختبار دخول الجامعة لشدة ما وصلوا إليه من ضعف فكري..المتعلمن العربي لن يقدم لنا إلا بعض النماذج الغربية التي يرى أن صورتها مشرقة دائما.. وطبعا لابدّ أن تكون مشرقة دائماً لأن ثرواتها جاءت نتيجة 500 عام من الاستعمار و50 عام من صندوق النقد الدولي و30 عام من تصدير الأسلحة والأزمات للشرق الأوسط..ولا ننسى أن المسروقات التي سرقتها انكلترا من الهند تفوق كل ما انتجته بريطانيا منذ الثورة الصناعية .بل أنه حتى الماسة التي ترصّع التاج البريطاني مسروقة من البنجاب في الهند…ولهذا يرى المفكر الكبير روجيه جارودي أن ” على دول العالم الثالث أن ترفض جماعيّاً سداد الديون المزعومة لصندوق النقد الدولي , فالغرب مديون للعالم الثالث بدين كبير جداً.. فمن الذي سيعيد لدولة البيرو 185 ألف كيوجرام من الذهب وال 16 مليون كيلوجرام من الفضة والذي اعترف بيت العقود التجارية لإشبيلية بنزحها ما بين عامي 1503م و1660 م. من الذي سيعوض الهند عن ملايين أطنان القطن المنهوبة , من الذي يعيد لأفريقيا حياة الملايين من أبنائها الأشدّاء الذين نُقلوا عبيداً للأمريكيتين ليعملوا بالمزارع ..إن تراكم الثروات في الغرب إنما هو تراكم استعماري امبريالي وليس تراكماً رأسمالياً علمانياً ديموقراطياً.