تقرير محمد ضياء أرمنازي لاريب في أن النقص الكبير في أعداد المعلمين أصحاب الخبرة وهجرة معظمهم خارج البلاد ، قد أثر على التعليم في المناطق المحررة فالمعلم هو محور العملية التعليمية وهو يشكل أحد المدخلات الرئيسة التي تنتج جيلاً قادراً على خوض الحياة وبناء مستقبل الأمة ،ونتيجة هذا النقص قام عدد كبير من طلاب الجامعات وحتى حاملي الشهادة الثانوية بالمشاركة في التعليم كمعلمين لصفوف المرحلة الابتدائية ولكن رغم ذلك لم يستطع كثير من هؤلاء تغطية مكان المعلم خريج الجامعة حيث أقامت مديرية التربية اختباراً معيارياً بداية العام الدراسي لجميع معلمي المرحلة الابتدائية في مدينة حلب وكانت نسبة النجاح حسب النتائج المعلنة لاتتجاوز 53 % من أعداد المتقدمين وبسبب هذه الظروف التي جعلت من الطالب مقاوماً صغيراً يتعثر بين ركام الأبنية المهدمة وهو يحاول جاهداً الوصول إلى مدرسته لاكتساب العلم قامت مؤسسة قبس للتربية والتعليم بإطلاق برنامج مدى التدريبي لتطوير أداء المعلمين وذلك مساهمةً منها في رفع مستوى جودة التعليم في المناطق المحررة من مدينة حلب ولكي تساعد المعلم على أداء مهمته باحترافية وإتقانيحدثنا الأستاذ محمد أبويزن مدير مؤسسة قبس عن البرنامج قائلاً إنّ مستقبل التربية والتعليم في سوريا رهن بتطوير مستوى المعلم ومهنة التعليم ومع تقدم العلوم التربوية والنفسية والانفجار المعرفي الكبير وتطور العلوم التكنولوجية السريع لم يعد كافياً للمعلم أن يتقن مادته العلمية التي يدرسها فقط بل أصبح واجباً عليه أن يكون صاحب تأهيل تربوي عالٍلذلك وبعد معايشتنا للعملية التعليمية منذ العام 2012 قمنا في المؤسسة وبعمل جماعي استغرق عدة شهور بتصميم برنامج مدى ليكون مسانداً للمدرسين في تطوير أدائهم التربوي داخل الصف حيث تضمن الرنامج ثلاثة محاور أساسية أولها الصحة العامة والصحة النفسية وثانيها محور أصول التدريس والذي تضمن عدة دورات في مهارات التدريس وإعداد اختبارات التحصيل وطرائق التدريس العامة ومنها التعلم النشط بالإضافة إلى الإدارة الصفية والمحور الثالث والأخير وهو بناء قدرات المعلمين الذي تضمن مهارات استخدام برامج الحاسوب ومهارات التدريب ودمج مهارات التفكير في التعليم وأسس بناء القيم .أما عن رؤية البرنامج فيضيف أبو يزن:”رؤيتنا للبرنامج هي إعداد معلمين أصحاب كفاءة تربوية عالية يكون لديهم الوعي الكافي بمهنة التدريس وأهدافها، وإيصال المعلم إلى مرتبة المعلم المحترف ليكون قادرا على بناء جيل واعٍ يبني سوريا المستقبل ويساهم في رفعة أمته .ومن حيث الإشراف على تنفيذ البرنامج تحدثنا الآنسة رنا شنن مسؤولة التدريب في المؤسسة فتقول قمنا بتقييم الاحتياج التدريبي لمعلمينا وعليه تم وضع أهداف البرنامج التي صممت الدورات التدريبية لتحقيقها وتم إجراء استبيان بداية العام لفرز المدرسين ومعرفة مايحتاجون من الدوراتوبالنسبة لكل دورة نحرص على تنفيذها في أيام العطل وخاصة نهاية الأسبوع وكل الدورات ستكون مستمرة طيلة العام لنلمس النتائج النهائية ابتداءً من العام القادم وذلك في المحافظة على كوادرنا التي ندربها وكي نقيس التحسن بعد كل دورة من خلال حضور الموجه التربوي للدروس التي يقدمها المعلمون في المدارس أمَّا بالنسبة إلى التحديات فلا يوجد سوى الوقت، فهناك قسم من المدرسين لديهم ارتباطات عدة ممَّا يؤثر على التحاقهم بالدورات، والإقبال على البرنامج مقبول ويرتقي إلى الجيدوأعتقد أن نجاح البرنامج هو مؤشر مهم على قدرتنا على تطوير التعليم في سوريا بشكل عاموبالنسبة للمدرسين الذين يحضرون هذه البرامج التدريبية التقينا المدرس وحيد مدراتي الذين كان حاضراً لدورة مهارات التدريس ليحدثنا قائلاً: “إنَّ الفائدة المتوقعة من حضور هكذا برامج سيعود بالفائدة عليَّ أولاً، فأنا عندي مهارة لكنَّها لم تكن منظمة لكن خلال هذه الكورسات في برنامج “مدى” تنظمت معظم المهارات الموجودة عندي، وقد شبهتها كطريقة التنظيم في الكمبيوتر عندما ينظم ملفاته ويرتبها بطريقة جيدة.وبالتأكيد هذا سوف ينعكس بإيجاب على الطلاب، لأنَّه عندما يتطور المعلم يتطور الطالب معه أيضاً، أمَّا بالنسبة إلى رأيي عموماً في البرنامج، فأتمنَّى إضافة ما يساعدنا على تعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة عند الطالب إلى جانب الدعم النفسي”وفي نهاية المطاف نتوجه بالتحية إلى كل من يعمل على تطوير التعليم في سورية المحررة ونتمنى أن تنتشر مثل هكذا مبادرات كونها تسهم بشكل فعال في تحقيق نوعية في التعليم والتي بدورها سوف تسهم في إطلاق جيل الغد في سوريا