بقلم: أسامة الخضرما المغزى من كل هذا؟ إَّننا نتصرف على سجيتنا، ولا نفكر فيما يكمن خلف النوايا الحسنة.شكرًا للذين يقدمون لنا المساعدات، شكرا لمن يقدمون الهدايا لأطفالنا، شكرا للقائمين على توزيعها، لكنما القصد الخفي من توزيع الطعام والمأكولات لطلاب المدارس وتصويرهم؟أمرٌ جميل يعكس صور التآلف والشعور بالأخرين في ظاهره، إنَّه. أمر جميل أن تصوروا لأطفالنا محبتكم بهذه الطريقة، لكن لماذا تصورونهم؟ هل تريدون الحفاظ على نسخة من أعمالكم الخيرية؟ أين إخفاء الصدقة حتى لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك؟ أو أن هذه الأمور ما عادت تهمكم وأصبح المهم فيها المنفعة التي تحصدونها من هذه “الفيديوهات” إن تحدثنا بصراحة ربما لا تدركون في قرارة أنفسكم ما تفعلونه، لكنكم في الحقيقة تُعلمون أطفالنا أمورًا لا يجب أن يتعلموها.تزرعون فيهم الشعور بالحاجة إلى الآخرين، تقتلون كرامتهم التي خرجتم لإنقاذها، تدفعونهم إلى الخمول، سيصبحون بعد حين كسالى يترقبون عطفكم وهداياكم، وفي ذات الوقت توزع الهدايا والألعاب في الأعياد وتصورونها توزَّع في رمضان وتصورونها.كلَّما فكر أحد بعمل خيِّر وتقديم بعض المساعدات تقومون بالتصوير، هل أصبح أطفالنا ممثلين ثانويين لديكم؟ متى شئتم جني المال أو إبراز محبتكم التي تخفي منافع شخصية تصورونهم؟ قد لا يدرك الأطفال ما تفعلون بهم، لذا يستسلمون لكم ولغرائزهم الطفولية، لكنكم طبعا تدركون ذلك، نحاول جاهدين رفع سوية وأفكار المجتمع من خلال أطفالنا، وأنتم ماذا تفعلون؟كلما بنينا حجر أساس قمتم بتحطيمه دون أي اكتراث، بالطبع تحاولون القيام بأمر جيد لهذا الشعب، لا أتهمكم بالغباء ولا أتهم بعضكم بالسرقة على رقاب الناس والأطفال بالتحديد، إنما أطالبكم بالتفكير بسؤال: لماذا يطلب منكم الداعم تصوير هذه التقديمات؟جميعنا شرفاء، لكن بعضنا أقل أو أكثر من البعض الآخر، الحقيقة أنَّ كثيرًا من الداعمين يريدون نشر ثقافات بلدانهم في مجتمعنا، وهم باختصار يريدون تدميره، لكنَّهم لا يملكون الأساليب المباشرة، لذا يستخدمونكم أداة لتطبيق أساليبهم، ويقدمون المغريات مغلَّفة بكلمات من الحزن والأسى على حال هذا الشعب، ليقنعوكم والشعب بإنسانيتهم وإنسانية ما يفعلون، يزعزعون ثقة المجتمع بنفسه، يزرعون فيه التواكل والاعتماد على الغير، فقد بات الكثير من سكان مناطقنا ينتظرون الإغاثة ليس من حاجة، بل من عادة واعتبارها حق مشروع، هي حق مشروع لكن المشكلة أنَّ الناس اعتادوا على الأمر وكأنَّه لا يمس كرامتهم، حتى أصبح يطالب بها المحتاج وغير المحتاج والأخير قبل الأول، فكروا مليا فيما تفعلون، فأنتم تهدمون مجتمعًا كاملا ببطء، لست أنكر قيمة ما تفعلون وأهمية ما تقدمون، لكن اختاروا الطريقة التي تكرمون بها الناس ليحبوكم، لا أن تشعروهم أنَّهم بحاجتكم، إنَّما اعترفوا لهم أنكم بحاجتهم.