بقلم سها العاصيتعز: مدينة يمنية تشمخ على مرتفعات اليمن الجنوبية، وقد وصفها المؤرخون بأنَّها دمشق اليمن لسحر طبيعتها وكثرة ثمرها وخيراتها وتشعب سواقي المياه في سهولها.تعاني هذه المدينة اليوم حصارا بربرياً خانقاً منذ تسعة أشهر من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بعد أن تسلقت طفيليات العمالة على ظهر الثورة اليمنية، وذلك لتحقيق مصالح أطماع ملالي فارس، وتتعمد هذه العصبات قصفها بشكل ممنهج بالإضافة لتضيق الخناق عليها لإخضاع المدينة بمن فيها تحت النفوذ الإيراني، وقد تسببت هذه الممارسات بانهيار البنى التحتية للمدينة وخروج المنظومة الصحية بشكل شبه كامل عن الخدمة، ويعاني المدنيون فيها غلاء فاحشا في الأسعار وندرة في الوقود والمواد الأساسية.كل هذا الحقد نتيجة رفض المدينة دخول قطعان سليماني لها ودفاعها عن هويتها العربية في مواجهة المشروع الصفوي وتحويلها لضاحية جديدة.إنَّ ما تكابده تعز اليوم هو امتداد لسياسة إيران ومن والاها في سورية عموما والغوطة خصوصاً، هذه السياسة القائمة على الحصار والتجويع والقصف لإخضاع الشعوب وتحكم في نواصيها ومقدراتها من خلال استخدام مطايا الحثالة الاجتماعية والسياسية في بلداننا.فالمخلوع يطبق نظرية المعتوه في الممانعة والمماتعة واستجداء الرضى الروسي والتسابق في مضمار التسول السياسي للحصول على كأس الخيانة من الكرملين بتقديم مهاراتهما في تجويع وحصار وقصف شعوبهم.كما أنَّ الحوثي يسعى جاهداً أن يكون كحزب الشيطان الإرهابي في تهجير السكان وخراب العمران، ويطبق نظريات الحزب في القصير والزبداني على تعز وباقي المدن اليمنية حسب تعليمات الملهم خامنئي.حيث إنَّه يتعرض ما يقارب المليوني شخص إلى الحصار، مفتقدين أبسط مقومات الحياة، وقد صنفت الأمم المتحدة تعز تحت خط انعدام الأمن الغذائي الذي وصل إلى مستوى الطوارئ، والمدينة مهددة اليوم بالسقوط في هلاك المجاعة، ويسقط فيها شهريا ما يقارب المائة شهيد نتيجة القصف من بينهم أطفال ونساء.إلى متى ستبقى روضتا العرب مخنوقتين؟ هل عجزتم عن إنقاذ توءم الجوع ورفع الظلم عنهما ؟! الى متى سيظل ثراهما مأسوراً تحرثه القذائف وتحرقه الخونة؟!إنَّ ما يعزِّي نفوس الجوعى والأطفال والمرضى فيهما هو قول رسول الله (اللهم بارك في شامنا اللهم بارك في يمننا) لا شكَّ أنَّنا اليوم نقتسم العدوان والطغيان ونشعر الجوع سوياً ونكابد القصف معاً، لكن سيأتي يوم نقتسم فيه فرحة النصر والخلاص، فمن جمعهم دعاء النبي لا يفرقهم غدرٌ وحقد فارسي.