عبد الملك قرة محمد |
تُعاني المخيمات المنتشرة في الشمال السوري لا سيما المنطقة الحدودية من ظروف مأساوية كل شتاء نتيجة غرق الخيام بمياه السيول وعدم توفر أي شيء يمكن أن يخفف من هذه المشكلة التي تتجدد كل عام.
وللحد من آثار هذه الظاهرة، أطلقت (منظمة بنيان) في قسم التعافي المبكر مشروع التأهب للسيول الذي يهدف إلى حماية المخيمات من أخطار السيول الجارفة في الشتاء، وذلك عبر خطوات متسلسلة وأنشطة متنوعة ضمن مدة محددة بثمانية أشهر.
ويمكن تقسيم المشروع إلى عدة أنشطة، أولها تزفيت الطرقات للتخفيف من آثار السيول الجارفة؛ لأن طرق المخيمات طرق ترابية أو طرق رديئة تحتاج إلى صيانة.
وشمل نشاط التزفيت 12 كيلو متراً في تجمع مخيمات قاح وأطمة بحسب ما ذكر (محمد أحمد) مسؤول المشروع في منظمة بنيان في حديثه لصحيفة حبر.
أما النشاط الثاني فهو تجهيز المطريات، حيث تم تجهيز 250 مطرية في المخيمات ذاتها، إضافة إلى نشاط تبحيص حوالي 7 كيلو متر من الطرق الفرعية في تجمع مخيمات أطمة أيضاً، كل ذلك خدمة لهدف المشروع الأساسي في حماية المدنيين النازحين من أخطار السيول.
كما قامت (منظمة بنيان) بصيانة وإنشاء عبارات مائية الهدف منها ضمان عدم انقطاع الطرقات أثناء الفيضانات، كما تم إنشاء عبارة صندوقية على الحدود التركية وتحويل مجرى الماء إليها وذلك بالتنسيق مع الجانب التركي.
ولم تقتصر أهداف المشروع على هذا الجانب الإنساني، بل تعدتها إلى تحقيق أهداف اقتصادية تساهم في رفع سوية الحالة المعيشية لعائلات المخيم، إذ وفَّر المشروع بحسب تصريح (محمد أحمد) مسؤول المشروع لحبر فرصة عمل لـ 42 قاطناً في المخيم سيتم تدريبهم لتكون مهمتهم مساعدة وإنقاذ الناس في حال حدوث أي فيضان، كما تم توظيف 60 شخصاً من أبناء المخيم في مهام أخرى منها تجهيز الأرصفة.
وإضافة إلى ذلك، فقد ضم المشروع أنشطة ثانوية منها جلسات توعية لأبناء المخيمات لتعريفهم بالمشروع الذي تقيمه (بنيان) وتدريبهم على طرق التصرف السليم في حال حدوث الفيضانات.
الجدير بالذكر أن منظمة بنيان منظمة غير حكومية وغير ربحية تعنى بالشأن السوري نشأت في عام 2004 وبدأت نشاطها في مدينة حلب شمال سورية وترخصت في تركيا عام 2014 وتضم عدة مؤسسات على رأسها شباب ساعد وقبس.
وقال فريق (منسقي الاستجابة) يوم الإثنين الماضي: “إن عدد المخيمات المتضررة من الأمطار والمنتشرة في شمال غربي سورية وصل إلى أكثر من 41 مخيماً تقطنها أكثر من 5791 عائلة.”
وأوضح الفريق في بيانٍ له، أن الفرق الميدانية أنهت إحصاء أعداد النازحين الخارجين من مناطق ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي خلال الفترة الواقعة بين أول تشرين الثاني الماضي وحتى اليوم، حيث وثق الفريق 17761 عائلة، ما يعادل 97694 نسمة.