منيرة بالوش |
أعلنت عدة منظمات إغاثية ومؤسسات المجتمع المدني حالة الطوارئ القصوى استجابة للعوائل النازحة من مناطق معرة النعمان وريفها بسبب الحملة الشرسة من قصف ممنهج لقوات النظام السوري والحليف الروسي، ما أدى إلى ازدياد أعداد النازحين الهاربين من الموت إلى مناطق آمنة نسبياً شمالاً على الحدود السورية التركية، مما سبب تفاقم الحالة الإنسانية هناك.
ونتيجة لذلك تم تنسيق حملة استجابة عاجلة تحت مسمى “حملة أهل العز” التي شارك فيها كل من الدفاع المدني السوري وفريق ملهم التطوعي، والأمين للمساندة الإنسانية، ومنظمة بنفسج، وفريق عطاء الرحمة التطوعي.
أكثر من 70 ألف شخص نزحوا من منطقة معرة النعمان جنوب شرقي إدلب، خلال أيام الأخيرة الماضية، جراء القصف الكثيف من النظام وروسيا على المنطقة حسب فريق منسقي الاستجابة.
التقت صحيفة حبر “يوسف قنديل” مسؤول في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، ليشرح لنا آلية الاستجابة العاجلة لمساعدة النازحين، حيث
قال: إنه تم توجيه العيادات الطبية المتنقلة إلى مراكز الإيواء ومناطق النزوح والمخيمات التي استقبلت النازحين الجدد، وإجراء المعاينات المجانية وتقديم الدواء اللازم لكل حالة، وتم تغطية حوالي 3500 عائلة نازحة.”
وأضاف” قنديل “أنه تم توزيع مواد غير غذائية متمثلة بالبطانيات والاسفنجات على النازحين، بالإضافة إلى مادة التمر، وتوجيه المطابخ المتنقلة إلى مراكز الإيواء لتقديم الوجبات لهم.”
أما عن المناطق التي تمت الاستجابة فيها، فهي (سرمدا ومُحيطها، معرة مصرين ومُحيطها) بالإضافة إلى ريف حلب الغربي ومحيط كفرناها ومخيمات الشمال في منطقة أطمة الحدودية. وأكد أن العمل جارٍ على زيادة المناطق التي سيتم الاستجابة لها في القريب العاجل.
فيما شاركت منظمة بنفسج في نقل العوائل من معرة النعمان، وأطلقت حملة “يد بيد” لمساعدة النازحين، ووثقت في اليوم الأول نقل 450 عائلة بواسطة 20 “سيارة فان” و12 سيارة شحن لنقل الأثاث المنزلي في اليوم التالي عن طريق التواصل مع فريق اللوجستيات لتأمين المطلوب.
فيما توزع النازحون في مراكز الإيواء على عدة جوامع بمدينة إدلب منها جامع شعيب والحسين والأبرار والتوحيد.
وقال المسؤول الميداني لحملة الاستجابة في بنفسج: ” عبد الرزاق ” لصحيفة حبر: “إن حوالي 400 شخص قُدمت لهم وجبات الغداء والعشاء، بالإضافة إلى الفرش والبطانيات وعبوات المياه المعدنية، كما قامت المنظمة بتجهيز أربع مستودعات على الطريق العام يتسع كل منها ل20 شخصًا، وتجهيز عدة بيوت “غير مجهزة بالإكساء” بسلل SHL_TER عدد 15 سلة.”
أما في اليوم التالي للحملة تحت مسمى” إدلب تحت النار”، تم نقل المزيد من العوائل إلى عدة مناطق تعتبر آمنة نوعاً ما منها (ترمانين، وسلقين وسرمدا وإدلب المدينة، وأريحا) مع تقديم الوجبات والفرش والسجاد والشوادر في تلك المناطق، بالإضافة إلى النازحين في الجوامع ومراكز إيواء سرمدا ومخيم عائشة وعدة منازل “غير مجهزة بالإكساء”
وأضاف “عبد الرزاق” أنه تم الكشف عن عدة مواقع مؤهلة لإنشاء مخيم في إحداها في منطقة زردنا، وموقعين في حربنوش بمساحة 1000دونم.
تنوعت وجهة النازحين من منطقة معرة النعمان، إلى ريفي إدلب الشمالي والغربي، كما أن بعض العائلات توجهت إلى ريف حلب الغربي، إضافة إلى عائلات أخرى نزحت إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون شمال حلب.
وبين اللحظة والأخرى تزداد أعداد النازحين الهاربين من الموت إلى المجهول، وعليه طالبت جميع الجهات والفعاليات المدنية بالعمل على تأمين المأوى بشكل أساسي وضروري لاستيعاب الأعداد الكبيرة، مشددين على ضرورة زيادة فعالية المساعدات الإنسانية من قِبل المنظمات والهيئات الدولية.