أحمد زكريا |
شكا عدد من المدنيين وخاصة النازحين والمهجرين إلى مناطق بريفي حلب وإدلب في الشمال السوري، من تقلص وزن وحجم رغيف الخبز، ما زاد من تكاليف الحياة اليومية بالنسبة إلى الأسرة النازحة.
وذكرت مصادر محلية أنه مع انهيار العملة السورية وارتفاع أسعار الديزل وأسعار مادة الطحين، بدأ يتقلص حجم ووزن رغيف الخبز إلى النصف في الشمال السوري.
وأضافت المصادر أن “وزن كيس الخبز يصل إلى 600 غرام وفيه 8 أرغفة، واليوم الكيس لا يكفي لشخصين، وبسبب ذلك زاد اليوم حجم الانفاق على مادة الخبز بشكل يومي بنسبة 50% عمَّا كانت عليه قبل انهيار الليرة السورية وتأثر مادة الخبز بها، وسط غياب أي جهة داعمة لرغيف الخبز.
وقالت إحدى النازحات إلى ريف حلب الشمالي وتدعى “أم فاروق” لـ “حبر”: “عائلتي مؤلفة من سبعة أشخاص، فيما مضى كنا نحتاج لثلاث ربطات خبز في اليوم الواحدـ، وبعدها أصبحنا نحتاج لأربع ربطات وأخيرًا بتنا نحتاج لخمس ربطات خبز، ورغيف الخبز بشكل مستمر يتقلص حجمه”.
أما النازح إلى ريف إدلب الشمالي ويدعى “أبو النور” قال لـ “حبر”: “بالنسبة إلى ربطة الخبز تحسب علينا اليوم بسعر 250 ليرة سورية أو بسعر 225 ليرة، لكن في الحقيقة هي بالاسم ربطة خبز، لكن يُلاحظ أن أرغفة الخبز رقيقة جدًا مثل ورق السجائر، يضاف إلى ذلك أن جودة رغيف الخبز سيئة جدًا ولا يصلح للأكل”.
وأضاف أن ” القائمين على رغيف الخبز إن كاوان تجارًا أو غيرهم، يتحايلون على البشر بربطة الخبز، والمهم هو قبض ثمنها بغض النظر عن وزنها الذي بات يتراوح بين 400 و500 أو 600 غرام، علمًا أن الخبز رقيق جدًا وصغير ولا يصلح للأكل، والله يتلطف بالشعب فقط لا أقول أكثر من ذلك”.
وتؤكد مصادر محلية أن حال رغيف الخبز واحد في عموم مناطق الشمال السوري، وليس هناك منطقة تستثنى من هذا الأمر، لافتين إلى أنه مع تقلص قيمة العملة السورية بدأ رغيف الخبز يتقلص.
وقال الناشط الإعلامي “أحمد محمد” لـ “حبر”، إن “وزن كيس الخبز في الشمال السوري أصبح 600 غرام بعد أن كان 1200 غرام في كل مناطق الشمال السوري عموما، متأثرا بانخفاض سعر الليرة السورية أمام الدولار، كون الأفران تشتري مادة الطحين بالدولار، إذ يصل سعر طن الطحين في الشمال السوري إلى حدود 320 دولار، وأيضًا بسبب قطع الطرقات جراء معارك شرقي الفرات تجاوز ليتر المازوت 600 ليتر، خاصة وأن الأفران تستخدم المازوت لتشغيل حراقات الخبز أو لتشغيل مولدات الفرن”.
وأضاف قائلا: إن “إنفاق الأسرة الواحدة على مادة الخبز زاد بمعدل 50% يوميًا، إذ إن العائلة المؤلفة من 7 أشخاص معدلها قبل تقلص رغيف الخبز 700 ليرة يوميًا ثمن خبز، أما اليوم فأصبح معدلها 1000 ليرة أي 150 ليرة للشخص الواحد”.
ولفت الانتباه أيضا إلى أنه وقبل عدة أشهر وعندما كان سعر صرف الدولار بحدود 500 ليرة سورية، كان وزن كيس الخبز يصل إلى حدود 850 غرام، أما اليوم نقصان وتراجع وزنه زاد من حجم إنفاق العائلة الواحدة يوميا بحدود 40% حسب عدد أفرادها.
ولدى سؤال “محمد” عن المنظمات الداعمة والحلول المطروحة من أجل رغيف الخبز قال: “بكل صراحة لا يجد حلول مؤقتة ولا حلول مسكنة ولا يوجد شيء سوى أن الأهالي مجبرة على القبول بالأمر الواقع، والمطلوب هو منظمات تدعم الطحين، لكنها تقوم حاليًا بتوزيع الخبز على بعض الأهالي بشكل مجاني، ومنذ سنوات نناشد دعم الأفران ولكن دون أي استجابة”.
ووسط تلك الظروف يعتبر رغيف الخبز واحدة من المشاكل التي تطفو على سطح حياة النازح والمهجر في الشمال السوري، لتضاف إلى المشاكل والاحتياجات الأخرى اليومية من مأوى وطبابة وتعليم، يضاف إلى ذلك احتياجات فصل الشتاء التي تزيد مرارة الواقع المتردي، وسط غياب أي حلول تلوح في الأفق للتخفيف من تلك المعاناة.