لقاء: دعاء عليجاء العام الدراسي (2012/2013) لكن مدينة حلب المحررة لم تره. فبدأ العمل في مجال التعليم بشكل إسعافي في الجوامع، ثمَّ رويدا رويدا في المدارس، ثمَّ وُجدت مؤسسات تعليمية تتبنى التعليم وتشرف على العملية التعليمية تدعمها منظمات مختلفة بالاتجاهات وكل واحدة منها لها خصوصيتها وأشخاصها، وبعد عامين تأسست مديرية التربية لتمسك بزمام الأمور كما يجب وتنظم العمل تحت سقف واحد.وبعد عام ونصف من وجودها، وللاطلاع على سير عملها، زارت حبر مدير التربية السيد محمد مصطفى وكان الحوار التالي:*ما أهم التطورات في عمل مديرية التربية؟” العمل تطور على أصعدة كبيرة، وهذا لا يعني أننا وصلنا إلى الهدف المنشود، لقد حصلنا على إحصائيات دقيقة لكل المدارس من أقصى الريف الشمالي أعزاز إلى أقصى الريف الجنوبي تل الضمان.ومن الريف الشرقي جبل الحص إلى الريف الغربي منطقة الأتارب ودارة عزة،وهناك مجمَّعات تضبط العمل في المدينة والريف وتنظم العمل بفضل الله.على صعيد المعلمين وضعنا ضوابط لنضمن للطفل الحصول على حدٍّ مقبول من المادة العلمية، وهناك إشراف تربوي في الريف والمدينة.ولأول مرة هذا العام لم يبق معلم متطوع، ويوجد بشائر بأنَّ هذا الأمر سيستمر، ومنه يمكن الحصول على تعليم أفضل.أصبح التعاون أفضل بين المديرية والمجالس، وبين المديرية والمنظمات بعد توقيع مذكرة تفاهم ليقوم كلٌّ بعمله، وقريبا ستصدر تكاليف وتأمين سجلات المدارس والكلفة التشغيلية وتأمين احتياجات المدارس والتدفئة كما يجب.”* هل المدارس الثانوية تغطي حاجة المدينة؟” يوجد مدارس ثانوية للذكور وأخرى للإناث بدءا من المنطقة الغربية فالوسطى فالجنوبية وصولا إلى المنطقة الشرقية الشعار وما بعدها، وهي تغطي المدينة لكن لا يشترط أن توجد في كل حي”*لقد كان في العام الماضي موجه تربوي واحد، كيف أصبح الآن التوجيه التربوي؟” حاليا يوجد عشرة موجهين تربويين، وحلب مقسمة إلى مناطق، إذ لكل منطقة موجه وهي مجموعة مدارس، ونحن نعمل من خلال مجمَّعات، وأُحدث في هذا العام مجمعان ليصبح عددهم /14/ مجمعا، وأحدثنا مكتبا فرعيا للمديرية في الريف، وقد نُظِّمت أمور كثيرة والوضع يسير نحو الأفضل.”*هل يوجد مدارس لم تتعامل بعد مع التربية؟” لدينا بيانات كل المدارس، فنحن زرناها كلها، وهذا لا يعني أنَّ الأمور طبيعية، فبعض المدارس تشرف عليها مجالس الأحياء وهي تسيِّر أمور المدرسة، كما أنَّ بعض المنظمات الداعمة تعتبر نفسها مسؤولة عن المدرسة، وبعض المدارس لا تريد تكاليف التربية خاصة في المدارس التي لها صفة أسرية، وهناك بعض المنظمات التي لم توقع مذكرة تفاهم مع التربية لكننا نسعى إلى ذلك، وبالمقابل بعض المنظمات كشام الإنسانية وهيئة علم تعاملت مع التربية أولا.”* بعض الأشخاص يعملون في ثلاثة مجالات وربَّما أكثر، وأحيانا يجمع بين عملين بآن واحد، ألا يوجد ضوابط لهذا الأمر؟ ولماذا لا يوجد سجل الموظفين؟” هذه الخطوة قيد الدراسة، وسيكون للمديرية سجل في كل التفاصيل، ولن نسمح للمعلم بأن يعمل في مجال آخر ضمن دوامه في التعليم، أمَّا خارج أوقات دوامه فليعمل ما يشاء (صحفي، موظف بمنظمة….) وسيكون الأمر أكثر انضباطا وتوثيقا بأن نعرف أين يعمل وكم يتقاضى من راتب، وهذا في المرحلة القادمة القريبة.”*كيف يرى مدير التربية واقع التعليم حاليا؟” واقع التعليم كغيره مؤسف، ونحاول تحقيق أفضل ما يمكن، لكن في ظلِّ القصف وعدم وجود سلطة مركزية يصبح الأمر صعبا، لدينا عجز بالمعلمين، فالمعلم يعمل بفوجين، وعجز بالكفاءات وعجز بالموارد والكلفة التشغيلية، وضعُنا غير مستقر وغاية في الصعوبة، ورغم هذا نجد جهودا جبارة ومن يعمل في البرد وتحت القصف، والأهالي يرسلون أطفالهم إلى المدارس.”* ترافق الامتحان النصفي الأول مع القصف المكثف، ماذا تفعلون في هذه الحالات؟” نعمل وفق مبادئ التعليم وقت الأزمات، فيُوقف الامتحان مباشرة أو يؤجل على أن يجري في أوقات لاحقة، وهذا يطبَّق في المناطق الساخنة فقط، وتتابع المناطق الأخرى امتحاناتهم بشكل طبيعي.”