بقلم ربى حسن
إذا نظرنا إلى الادعاءات التي يطلقها البعض كقولهم: إنَّ المرأة ظلمت في الإسلام، وإنَّها لم تنل حقوقها، فإنَّنا نحتاج إلى التفكير الناقد والهادئ والنظرة الشمولية لكي نرد عليها، لأنَّ القوم كثيرا ما يخلطون بين تصرفات بعض المنتسبين إلى الإسلام الذين يظلمون المرأة، وبين الشرع الإسلامي الذي أنصفها. ولذلك يجب علينا أن نفرق بين الإنسان الذي جُبل على الخطأ والنسيان، وبين الدين الذي يحمله الإنسان ويعتقده.
وإذا بحثنا أكثر في تلك الحركات والاتجاهات التي تقدح بالإسلام وتشكِّك بتقديره للمرأة، فإنَّنا نجد الانتقائية والبحث في الشبهات وتسليط الضوء عليها مرة بعد مرة على الرغم من أنَّ العلماء قد ردوا عليها مرارا، فعلى سبيل المثال ما زالوا يكررون مقولتهم: إنَّ الإسلام يبيح تعدد الزوجات، وهذا امتهان للعلاقة الزوجية وما إلى ذلك من الأقوال، في حين إنَّهم لا يذكرون مقام الزوجة المسلمة في بيت والدها وفي بيت زوجها، ولا يذكرون واجبات زوجها تجاهها، ولا يتطرقون إلى الآية التي جمعت بين الإحسان إلى الوالدين وبين توحيد الله الأساس الذي ترتكز عليه الأديان السماوية! فقال عزَّ وجل: “ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً“
كما أنَّهم لا يتحدثون عن الأحكام الإسلامية الخاصة بالمرأة التي خففت عنها جملة من العبادات مقارنة بالرجل كجواز لبس الذهب والحرير والنفقة المستمرة عليها وغيرها من الأحكام الكثيرة، ذلك لأن المحرك الأساسي لهذه الشبهات هو الهدم والحرب على الدين والمجتمع المسلم.