أعلن ترامب يوم أمس الثلاثاء “خطة السلام” المقترحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المعروفة إعلاميًا بـ “صفقة القرن”، وذلك بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسفراء عمان والإمارات والبحرين.
ترامب أكد أن “خطة السلام المقترحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي مسار قوي للأمام”.
وسواء كان اسمها (صفقة القرن) أم (خطة السلام) كما أسماها ترامب، فإن مواقف الدول العربية حيالها ما خرجت من تحت عباءة ترامب الذي وصف خطته بأنها “مختلفة بشكل جوهري عن خطط الإدارات الأمريكية السابقة”.
فحال إعلان الخطة الأمريكية علقت عدد من الدول العربية على الإعلان الأمريكي، التي كان أغلبها داعمًا للموقف الأمريكي وداعيًا الفلسطينيين والإسرائيليين لمفاوضات جدية من أجل سلام دائم.
فمصر قدرت جهود الإدارة الأمريكية، ودعت الفلسطينيين والإسرائيليين لفتح قنوات لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية.
أما الإمارات فقالت: ” بإمكان الطرفين تحقيق سلام دائم، وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي.”
وأما السعودية فأكدت دعمها الجهود الأمريكية، حيث قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان على موقع (تويتر): “المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
ولم تنسَ المملكة التذكير بجهودها حيال فلسطين والفلسطينيين من بذلها “لجهود رائدة، كما وصفتها، في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والوقوف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة”.
وقد أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن “موقف المملكة لن يتغير من القضية الفلسطينية حفاظًا على حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأما قطر، فرحبت كذلك بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام وإنهاء الصراع الذي وصفته أنه ما يزال مستمرًا لأكثر من سبعة عقود، حيث قالت الخارجية القطرية: “إن قطر ترحب بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأردفت: “إنه من الضرورة بمكان التأكيد أن نجاح أي مبادرة قائمة أو مستقبلية لحل هذا الصراع الذي دام لأكثر من سبعة عقود يبقى منوط بانخراط طرفي الصراع الأساسيين في مفاوضات جدّية ومباشرة على أساس الشرعية الدولية، وما كان متناسبا في مختلف المبادرات الأمريكية التي جاءت في سياق الوساطة مع تلك الشرعية”.
موضحة أنه لا يمكن للسلام أن يكون مستدامًا ما لم تتم صيانة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، بما في ذلك القدس الشرقية وفي العودة إلى أراضيه.
وأما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقال: “أقول لترامب ونتنياهو: إن القدس ليست للبيع وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر”.
وأضاف عباس: “سنواصل كفاحنا لإنهاء الاحتلال لإعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتابع، “نحن رفضنا الصفقة الأمريكية منذ البداية لأنها تطرح دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها”.
ورفض عباس وصف الشعب الفلسطيني بالإرهابي وقال: “نحن لسنا شعبًا إرهابيًا ولم نكن أبدًا وملتزمون بمحاربة الإرهاب”.
وأوضح عباس أن “التحرك الشعبي السلمي أول أسلحة التحرك ضد الصفقة الأمريكية”.
وأكمل قائلًا: “لن يتم إجراء انتخابات فلسطينية عامة بدون القدس، وسنبذل كل طاقاتنا وإمكاناتنا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا”
وفيما يخص حماس أوضح عباس: “تحدثت مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وسنبدأ مرحلة جديدة من العمل الفلسطيني المشترك. وإذا وقفنا صفًا واحدًا بالتأكيد العالم سيقف ويؤدي لنا التحية”.
أما الأردن فأطلقت تحذيرًا بعد الإعلان عن صفقة القرن، حيث حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، (أيمن الصفدي) من “التبعات الخطيرة” لأي إجراءات أحادية من الجانب الإسرائيلي، داعيًا لبدء مفاوضات جادة ومباشرة لمعالجة الوضع الراهن.
وأكد الصفدي، أن الأردن سينسق مع “الأشقاء في فلسطين” والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة القادمة في إطار الإجماع العربي، داعيًا لإطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج الوضع في إطار شامل وضروري لاستقرار المنطقة وأمنها.