حبر – أحمد العبسيدرجت العادة في سوريا على أن الحماصنة هم مستودع الفكاهة والضحك، وفشة الخلق السورية، ولكن الثورة أخرجت من كل مواطن سوري الحمصي الذي يسكنه . فمع كل مناسبة سواء كانت سعيدة أو حزينة، سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية … يبدأ السوريون بنسج النكات التي لا تنتهي كسراً لواقعهم المرير، ولكي يسعدوا أنفسهم بعد أن اجتمع العالم على إحزانهم وتدميريهم .أثبت السوريون خلال ثورتهم أنهم يتمتعون بدرجة عالية من التفاؤل والمرح والقدرة على تجاوز الصعوبات، والضحك الذي من الصعب أن تجده عند أي شعب يقاسي ربع ما يقاسيه الشعب السوري .على الرغم من كل ما بهم من مأساة لا تفارق الابتسامة وجوههم أطفالاً وكباراُ .. على مبدأ ما في أكتر من الموتحتى الموت لم يعد يتمتع بتلك الهيبة، صار شيئاً اعتيادياً ، وأحياناً كثيرة جزءاً من النكتة السورية التي تدخل الفرح كما تدخل الحزن .الجواز السوري وتفجيرات باريس كانت إحدى أهم المحطات التي تفجرت فيها إبداعات السوريين وسخريتهم من العالم الذي يرونه مضحكاً بسذاجته، أو تغابيه المقرف، عندما يتجاهل كل مصائبه ويركز على جواز سوري وجد في مكان التفجير، وكأن المجرم أحمق لدرجة أنه لا يتحرك إلا بجوازه، ولا ينسى ان يتركه في مكان يدل على هويته بعد الموت، والأكثر من ذلك أن هذا الجواز مصمم لمقاومة عوامل التفجيرات، والبقاء ليعبر عن الحقيقةالهدنة اليوم لم تكن استثناءً من القاعدة، فمع دقائقها الأولى بدأ السوريون سخريتهم منها، فالمشرف عليها هو أحد أعتى القتلة على الأرض السورية، الهدنة صارت مادة للضحك على جميع وسائل التواصل، بدءاً بمقولة “بلشت الهدنة …. أبوه يلي بدو يغش” وليس انتهاءً بإطلاق النار الكثيف ابتهاجاً بوقف اطلاق النار .انتخابات الفيفا أيضاً نالت حظاً وافراً من المتابعة، فالشعب السوري العظيم لا يستطيع تفويت الاستحقاقات العالمية، ولكن على حد تعليق البعض: العرب لا يستطيعون الاتفاق حتى على مستوى الفيفا .الحمصي لم يكن يوماً الاستثناء في القاعدة السورية، فهذا المواطن الذي ينتمي لعاصمة الثورة أثبت أنه القاعدة، ففي داخل كلٍّ منا حمصي .. سيخرج يوماً ما ليرسم الابتسامة على وجوه الآخرين ..تحية للعدية ………………………