بقلم: براء الشيخحظي العلم باهتمام كبير في القديم، فقد انتشرت الدور التعليمية والمدارس، وبُذلت جهودٌ كبيرة من أجل إعداد الناشئة والقضاء على الجهل والأمية، أمَّا اليوم للأسف! فقد تراجع مستوى التعليم إلى حدٍّ كبير بسبب القصف الوحشي من قبل النظام الذي يستهدف المدارس والمراكز التعليمية، فضلا عن الأبنية السكنية والمستشفيات، فنجد هناك العديد من طلبة العلم ممَّن يرغبون متابعة تحصيلهم الدراسي، إلَّا أنَّه ثمَّة عوائق تمنعهم من ذلك أولها القصف، وربَّما كان الفقر أيضا أحد هذه الأسباب، لأنَّ معظم السكان قد خرجوا تاركين وراءهم منازلهم ومتاعهم من أجل سلامة أرواحهم من الموت، فنجد أنَّهم قد وضعوا نصب أعينهم متابعة دراستهم من جهة، ومن جهة أخرى محاربة عدوهم، فطلب العلم ضروري، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى معلمين يخرِّجون أطباء وممرضين ومهندسين وغيرهم، فنسبة الأطباء نجدها قد تراجعت كثيرا، وهذا الشيء الذي يؤسفني حقا، لأنَّهم هاجروا إلى الخارج وتركوا إخوانهم الذين بحاجة إلى من يداوي جراحهم، ولا ينطبق ذلك فقط على الأطباء فحسب، بل على الفئات الأخرى من المهندسين والمعلمين والمحامين والقضاة، فقدت انخفضت نسبة هؤلاء كثيرا في الآونة الأخيرة.إنَّنا نجد أنَّ الجهل قد سيطر على أطفالنا، وأنَّ الأمِّيَّة قد بدأت بالانتشار شيئا فشيئا، وذلك بسبب قلة المعلمين وعدم وجود أناس ذوي كفاءات، وعدم وجود مناهج تعليمية تلائم المستويات التعليمية، فالصغار يجب أن يكون لهم مناهج خاصة في تعليمهم وتدريبهم وابتكار وسائل تعليمية جديدة في هذه الظروف، كما أن الأطفال يحتاجون إلى اللعب والفرح والسعادة وإلى رعاية خاصة.يجب علينا أن نتلافى هذه المشكلة، فعلى عاتق الجيل الجديد تبنى آمال كثيرة، وهم أجيال الغد المشرق، ولابدَّ من تأمين كافة المتطلبات اللازمة التي من شأنها أن تساعد في مواصلة العلم وبناء الحضارة، فهذا النظام يسعى إلى تدمير كل شيء يمتُّ بصلة إلى التعليم والتعلم وأي شيء يتبع له من مؤسسات ومعاهد وغيرها، فإن كانت لدينا هذه المؤسسات الحكومية نكون قد تحرَّرنا وسعينا خطوات نحو الهدف المنشود.