حبر – أحمد العبسيأطلقت منظمة مدنيون للعدالة والسلام أسبوعها الثقافي الأول في مدينة غازي عنتاب التركية يوم الأربعاء 3/آذار/2016 بلقاء جمع سفير الجمهورية العربية السورية في دولة قطر السيد نزار الحراكي، ومجموعة من النشطاء والعاملين في منظمات المجتمع المدني .المنظمة كانت قد انطلقت في بداية شهر شباط الماضي، حيث اطلقت أعمالها بتنظيمها لدورة تدريبية في مبادئ العمل السياسي مع الدكتور بشير زين العابدين .المستهدفين بأعمال المنظمة ونشاطاتها كما قال مديرها التنفيذي السيد فراس مصري هم من الفئة الشبابية بالدرجة الأولى، لأنها تؤمن أن الدور القادم هو للشباب، ولأن بناء الوطن يحتاج عزيمة الشباب .الأسبوع الثقافي كما قال السيد فراس، ليس أسبوعاً ثقافياً بالمعنى المفتوح والرائج، وإنما هو عبارة عن حوارات وورش عمل تفاعلية وهادفة، يستطيع من خلالها الشباب فهم ما يدور حوله وواقع المنطقة بشكل أكثر وعياً ودقة .عن اللقاء تحدث السيد السفير عن سعادته بهذا النوع من اللقاءات التي تتيح تبادل وجهات النظر بشكل حقيقي مع من يتصدون للعمل في مختلف مفاصل الشأن السوري، وبدأ حديثه بتقسيم الجلسة إلى ثلاثة محاور أحدها يخص واقع السفارة السورية في قطر، والتي هي مجال عمله الرئيسي، والثاني سيتحدث به عن الائتلاف، والثالث عن مؤتمر الرياض وما تلاه . في جلسة نقاشية مفتوحة .المحور الأوّل: السفارة السورية في قطر السفارة السورية في دولة قطر كما قال السيد نزار الحراكي هي السفارة الوحيدة التي ينطبق عليها المسمى الدبلوماسي الدولي في العالم لسوريا الحرة، وهي لا تسمى سفارة الائتلاف، وإنما سفارة الجمهورية العربية السورية، ويرفع فوقها العلم السوري (علم الثورة)، وتختلف عن مكاتب التمثيل الأخرى للائتلاف في بقية الدول كإيطاليا وتركيا والأردن وأمريكا وبريطانيا … وتقدم كافة الخدمات للسوريين التي تقدمها جميع السفارات في العالم، باستثناء ما يخص جوازات السفر لأنه أمر دولي ومعقد ويحتاج الكثير من الإجراءات.كما أنها تُعامل من قبل دولة قطر وجميع السفارات الأخرى كأي بعثة دبلوماسية في العالم، وتحترم معها جميع البروتوكولات الدولية المتعارف عليها في عمل السفارات والبعثات الدبلوماسية .يزور السفارة يومياً حوالي 100 – 120 مواطن سوري ليتلقوا خدماتها، من جميع أبناء الشعب السوري دون تمييز، ويمنع موظفو السفارة من سؤال أي مواطن سوري عن انتماءاته أو اتجاهاته السياسية، لأن السفارة لكل السوريين وتقوم بخدمتهم برقي واحترام، ولقد استطاعت السفارة في قطر تغيير الانطباع العام عن سفارات النظام لدى السوريين والتي كانت أقبية للمخابرات وأمكنة يهان فيها المواطن السوري ويضرب أحياناً، وتمتهن كرامته .جميع الوثائق التي تصدرها السفارة السورية في قطر تصادق عليها الخارجية القطرية، وتصبح بذلك سارية المفعول في كل دول العالم، وهذا سهل أمور كثيرة على السوريين في قطر وخارج قطر، فبإمكانهم أن يتحصلوا على مختلف الأوراق التي يحتاجونها من السفارة .استطاعت السفارة مؤخراً استصدار وثيقة (لا حكم عليه) للمواطنين السوريين في قطر، وهي ورقة مهمة جداً لمختلف الوظائف وإجراءات إصدارها معقدة، كما استطاعت بفضل خبرة كوادرها، أن تكون جهة معتمدة للمصادقة على الشهادات السورية، حيث أنها تتبع أحدث الأساليب في كشف التزوير، وكشفت عن حالات تزوير داخل أجهزة النظام لكثير من الشهادات الجامعية وغيرها .كما تمكنت مؤخراً من اصدار وثيقة سفر لمرة واحدة لعدد من الدول بعد موافقة الأخيرة، وأصدرت إلى الآن حوالي عشرة وثائق، وهذا النوع من التقدم لم يكن متاحاً حتى في سفارات النظام من قبل .ترعى السفارة أمور التعليم في قطر، ولديها مدرسة تشرف عليها بشكل مباشر، تدرس المنهاج السوري المنقح، يعمل فيها حوالي 62 مدرس ومدرسة سورية تم استقدامهم من خارج قطر، بهدف توفير فرص عمل للسوريين في الشتات، حيث ألحت السفارة على إلغاء شرط أن يكون المدرسون من المقيمين في دولة قطر، ونجحت في ذلك، وكل هؤلاء المدرسين استطاعوا ان يلموا شمل عائلاتهم، لتساهم السفارة في إيواء 62 عائلة من الشتات والمخيمات .أسست السفارة ايضاً مجلس جالية للسوريين في قطر، عن طريق الانتخاب بين السوريين المقيمين هناك والبالغ تعدادهم حوالي 62000 نسمة لأول مرة، حيث كان النظام يعينهم من البعثيين قبل ذلك، والذي يتم تنظيم العمل والنشاطات المدنية من خلاله، كما يعد صلة الوصل بين الناس والسفارة في كثير من الأمور، على الرغم من أن أبواب السفارة مشرعة أمام كل مواطن سوري .من الجانب الدبلوماسي، والذي هو ركن أساسي في عمل السفارة، فيتم معاملتنا معاملة سفير دولة، والتقي بشكل دوري برئيس مجلس الوزراء في قطر وبوزير الخارجية ومختلف الوزراء، والتقيت بمعظم البعثات الدبلوماسية في دولة قطر كسفير دولة وضمن أعلى البروتوكولات في التعامل بين الدول، ونحرص على المشاركة بمختلف المناسبات السياسية والاجتماعية التي ندعى إليها من أجل تمثيل سوريا الحرة ورفع علمها والتي نفخر بانتمائنا لها .العديد من الاعمال استطاعت السفارة في قطر أن تقوم بها، وقد بدأت عملها من نقطة الصفر، واستطاعت بفضل جهود العاملين فيها ودعم دولة قطر، بلوغ مراحل متقدمة من العمل الخدمي والدبلوماسي، كما استطاعت بناء نظرة إيجابية عن المعارضة السورية لدى الكثيرة من الدول الصديقة وغير الصديقة … ، بعد نهاية القسم الاوّل جرى حوار مح الحضور، وطرح عدد من التساؤلات كان أهمها ما يخص مشروع اللصاقات التي قامت بها السفارة السورية في قطر، وأسباب فشلها، أجاب السفير الحراكي أن السفارة قامت بعدد كبير من الدراسات والمراسلات، وكاد المشروع أن ينجح لولا أنه أجهض من الائتلافـ واعتذر عن الخوض في التفاصيل .وعن تمويل السفارة أجاب أنه بالكامل من دولة قطرالمحور الثاني: الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة تميز طرح هذا المحور بأنه كان ميدان أوسع للمناقشة وتبادل الآراء ووجهات النظر بين السفير الحراكي والحضور، وأهم ما ورد فيه:أن الائتلاف هو دائماً ما بين صعود وهبوط بسبب التعاون الدولي والأداء، وأداء الائتلاف مرتبط إلى حد كبير بالأشخاص والظروف المحيطة والدعم السياسي والمالي .ترهل الأداء السياسي في المراحل الأخيرة أدى إلى إيقاف الدعم وإضعافه بكافة أشكاله، وجعل الكثير من الدول تغير موقفها من المعارضة والثورة .الكثير من الدول العربية سحبت اعترافها بالائتلاف وعادت للتعامل مع النظام، وهناك دول تغير موقفها بشكل كامل من مؤيد للثورة، إلى معاد لها .أحد اهم مشكلات الائتلاف أنه رهن فترته الرئاسية بستة أشهر، وهذا جعل أي ممثل له كرئيس لا يجد الوقت الكافي لإقامة العلاقات، والعمل الدبلوماسي إذ سرعان ما تنتهي ولايته، اضف إلى ذلك أن قصر الفترة الرئاسية جعل التطلع لموعد الانتخابات هو الأهم بالنسبة لمعظم الكتل السياسية التي يتشكل منها الائتلاف، فهو واقع في دوامة انتخابات متعاقبة .ما يجعلنا متمسكين بهذا الجسم، لأنه الجسم الوحيد للمعارضة الذي نال اعترافاً دولياً من 114 دولة، ولابد من العمل على إصلاحه بجدية حتى يستطيع تمثيل ثورة الشعب السوري بشكل لائق على المستوى الداخلي والخارجي.وحول علاقة الائتلاف بالداخل السوري أجاب السيد نزار الحراكي بأنّ هناك فجوة كبيرة يجب إصلاحها، ومن الممكن ذلك فالعديد من أعضاء الائتلاف يتمتع بعلاقات طيبة مع مختلف الجهات المسيطرة على الأرض مدنياً وعسكرياً، ولكن على المستوى الشخصي، ونحن نطمح لجعل هذه العلاقات على المستوى المؤسساتي .السيد فراس في معرض التدخل في هذه النقطة حمل الداخل نوع من المسؤولية عن ذلك، فالداخل لم يمد يده إلى الائتلاف أبداً، وكان على الدوام يسعى للتفرد بكل شيء، مما جعل انضاج هذه العلاقة يأخذ وقتاً طويلاً .في النهاية رأى السيد نزار أن العقلية التي كرسها النظام في الشعب السوري تحتاج وقتاً لإصلاحها، فلازالت الأمراض الثقافية التي تدعو للخلاص الفردي منتشرة، وثقافة التخوين بلا أدلة منتشرة ايضاً وبكثرة، يقوم بها أشخاص مدربون من قبل النظام، وللأسف هناك الكثير ممن يتلقفون مقولاتهم من أبناء شعبنا دون تأكد، ونسهم نحن في تدمير الكثير من مفاصل الثورة بسبب أننا لا نتوثق من كل ما نكتبه وننقله في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها .إن لم نكن قادرين على التوحد، فعلى الأقل يجب أن نكون حذرين من الفرقة والتفرق على جميع المستويات، فهي أكثر ما يمكن أن يضر بنضالنا وثورتنا، ويجهض الآمال والجهود .أمّا بالنسبة للمحور الثالث، فقد تم الاعتذار من الجهة المنظمة بسبب تجاوز الوقت المحدد بمدة طويلة، حيث أن النقاش كان ودياً ومفتوحاً وبدون أي حواجز أو صيغ رسمية مقيٍّدة .