تحقيق : بيبرس الثائرأبو أحمد من سكان بستان القصر يقول:كنت أعمل في معامل الشيخ نجار وعندما توقفت تلك المعامل أصبحت عاطلًا عن العمل ، ولطبيعة سكني القريب من المعبر أصبحت أعمل في نقل البضائع من المعبر بالأجرة لأطعم أولادي وأبي وأمي المريضين ، أبي يحتاج إلى الأنسولين كل فترة ، وأمي مريضة بالربو وهي بحاجة إلى أدوية لا تتوفر معظمها في حلب المحررة مما يضطرني كل شهر للذهاب إلى مناطق النظام لجلب الدواء ودفع مبلغ كبير ممكن أن يطعمني و أطفالي لمدة أسبوع تقريباً ، ناهيك عن مشقة الطرق الطويل ومشقة المعاناة من وعورة الطريق في المناطق المحررة الترابية والكثيرة الحفر .أخي أيضاً عاطل عن العمل وعنده سبعة أولاد وقد قصف منزله و يعيش الآن في منزل أحد معارفه لكنه يجلس من دون عمل ، وقد كان يعمل في تصليح السيارات قرب المعبر وبعد إغلاق المعبر لم يعد باستطاعته الذهاب إليه أبداً.ويرى أبو عبدو وهو من سكان حي السكري أن فتح المعبر ضروري ولعدة أسباب أولاً: لتنشيط الحركة التجارية في البيع والشراء وحركة العمل والمواصلات ونقل البضائع المصنعة والمزروعة في المناطق المحررة مما يعود بالمنفعة على أهالي حلب المحررة بصفة عامة ويساعد على عودة من ذهب إلى تركيا أو إلى المناطق المحتلة بسبب قلة العمل.ثانياً : لأسباب صحية ففي مناطق النظام هناك أطباء في جميع الاختصاصات ومشاف بتخصصات نفتقدها في مناطق الثوار.وثالثاً : قرب الناس والتواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء.وقد لمست صحيفة حبر معاناة معظم الناس المدنيين وتضررهم من إغلاق المعبر وتأثيره السلبي الكبير على معظم أهالي مدينة حلب المحررة وكان معظم من استطلعنا آراءهم يفضلون فتح المعبر ولو لفترات متباعدة مع ضبطه أمنياً بما يتناسب مع طبيعة المناطق المحررة وأمنها بشكل عام.ولكنْ كان للفصائل الثورية من منظورها العسكري والإنساني رأيٌ آخر مغاير لرأي الناس المدنيين .وللاطلاع أكثر على هذا الموضوع توجهت صحيفة حبر إلى مقر كتيبة حذيفة بن اليمان التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية .يقول أبو علي المسؤول العسكري في قطاع المشارقة – بستان القصر:هناك كلام كثير عن فتح المعبر لكنها إشاعات فقط ، ولا صحة لها أبداً ، فقد اتخذنا هذا القرار نتيجة عدة عوامل.عندما كان المعبر مفتوحًا كان يدخل عبره عدد كبير من المخبرين وحاملي الشرائح ، ويسقط عدد كبير من الجرحى والقتلى بشكل يومي حتى أنه في يوم واحد سقط خمسة عشر قتيلاً وعشرون جريحاً ، وكان المعدل اليومي للقتلى اثنان والجرحى عشرة ، وهذا أمر لا نقبل به أبداً . وكنا قد أصدرنا بيانا بهذا الخصوص وفيه شروط ثلاثة لفتح المعبر ، وهي إخراج المعتقلات من سجون النظام ، وإيقاف رمي البراميل المتفجرة من قبل طائرات النظام على مناطق حلب المحررة ، ووقف استهداف المدنيين من قبل قناص الإذاعة وقناص القصر البلدي . وإننا لا نتفاوض مع النظام بشكل مباشر بل مع وسيط وهو الهلال الأحمر ، وهناك حاليا تنسيق مع الهلال الأحمر لإدخال مساعدات إنسانية وأدوية ومواد طبية إلى المناطق المحررة منها ماكينات طبية لغسيل الكلى ، وإننا نسمح بعبور المرضى في الحالات الإنسانية مثل مرضى السرطان لأنهم بحاجة إلى جرعات كيماوية وأيضاً مرضى الكلى إضافة إلى حالات إنسانية أخرى وتكون الإجراءات بسيطة ، فقط نطلب بيانات عن حالة المريض في اليوم الأول وفي اليوم الثاني يمكنه المغادرة ونحن نقوم بالتنسيق بيننا وبين الهلال الأحمر السوري .أيضاً ندخل أفرادا من مبادرة حلب لإصلاح بعض الأعطال في الكهرباء والماء ونبقى معهم ونراقبهم حتى انتهائهم من مهامهم ونعيدهم من حيث أتوا .من المسؤول عن اغلاق المعبر؟المسؤول هو أحرار الشام ، لأن المعبر يقع في قطاع المشارقة – بستان القصر ونحن مسؤولون عن هذا القطاع بشكل كامل بعد انسحاب جبهة النصرة من معظم النقاط التي كانت تتمركز فيها من قبل ، وهناك اتفاق على إغلاق المعبر بين جبهة النصرة وجيش المجاهدين وحركة أحرار الشام الإسلامية.