عمار العلي |
تعرض معظم الأطفال في ظل الثورة السورية إلى الكثير من المشكلات الصحية والنفسية، وكان من ضمنها نقص النمو أو ما يدعى القزامة.
يعتبر مرض نقص النمو من المشكلات الصحية التي تصيب الاطفال في سن مبكرة، حيث يلاحظ قصر قامة الطفل مقارنة مع أقارنه، وترجع هذه المشكلة إلى خلل في وظيفة الغدة الدرقية ومجموعة من الغدد الأخرى.
وفي تقرير مسحي أجرته منظمة أطباء عبر القارات PAC في مناطق: “إدلب، غرب حلب، شمالي حماة، عفرين والفرات” تبين زيادة نسبة الأطفال الذين يعانون من التقزّم من 14.2% في عام 2017 إلى 17.4% في عام 2019
وتتراوح أعمار الأطفال الذين يعانون من التقزّم بين ستة أشهر و59 شهرًا، بنسبة 19.4% من العينة المرصودة، لكن التقزّم بلغ ذروته عند الأطفال بين الفئة العمرية من 18 إلى 29 شهرًا، بنسبة 23.1%، بحسب التقرير.
وفي لقاء لصحيفة حبر مع الدكتور (رائد الحمدو) أخصائي الغدد ورئيس لجنة معالجة فشل النمو العام قال: “رصدت ما يقارب من 1000 حالة فشل راجعت عيادتي منذ العام 2015 حتى 2019 “
وقال: “إن الخوف المستمر والضغوط النفسية الكبيرة التي يعيشها الأطفال في مناطق الشمال السوري من مشاهد القتل وظروف النزوح وعدم الإحساس بالأمان عوامل مجتمعة ساهمت في صناعة المناخ الملائم لهذا المرض ومفاقمة الحالات الموجودة منه، علمًا أن مرض تقزم الأطفال تضاعف بشكل لافت منذ العامين 2014 و2015.”
وأضاف الدكتور الحمدو: “يوجد نوعين من فشل النمو: أحدهما ناتج عن نقص إفراز هرمون النمو في الغدة النخامية وأحيانا القصور الدرقي، والآخر المكتسب الناجم عن سوء التغذية والاضطرابات النفسية العنيفة والتعرض للخوف الشديد ونقص الرعاية الطبية، وكلها أسباب متوفرة في مناطق الشمال السوري.”
وتتطلب رحلة العلاج إلى عدد كبير من حقن Eutropin التي غالبًا ما تستمر إلى سن البلوغ، إضافة إلى نظام غذائي صحي متكامل بحسب الدكتور الحمدو، مؤكدًا أن “رحلة تشخيص المرض لا تنتهي بمجرد معرفته والحصول على وصفة العلاج، فالتشخيص يتطلب استقصاءات شعاعية لتحديد العمر العظمي للطفل المصاب، إضافة إلى الرنين المغناطيسي لتحديد حالة الغدة النخامية، ومن ثم التحاليل الهرمونية التخصصية، إذ تصل قيمة التكلفة المحتملة للتحليل الهرموني والاستقصاءات الشعاعية وسطيًا إلى ما يعادل مئة دولار تقريبًا، عدا نفقات العلاج.”
وهذا الأمر يحتاج لإمكانات كبيرة يفترض أن تقوم منظمة الصحة العالمية بتقديم العون الطبي الواسع، ليتسنى مواجهته.
وفي لقاء آخر لصحيفة حبر مع الأستاذ (مالك) مسؤول منتدى (اسعَ) قال: “كان المنتدى من أوائل المنظمات التي عملت على الاستجابة الطارئة لهذا المرض، وقمنا بعمل ٤ حملات استهدفنا فيها أكثر من ٢٠٠ حالة.”
وأضاف: “سعر الدواء الخاص لهذا المرض باهض، لكن عملنا على استيراده بشكل كبير، مما أدى إلى المنافسة في السوق وانخفاض سعره من ١٦ دولارًا إلى ١١ دولارًا.” على حد قوله.
وأضاف أيضًا: “قمنا بإنشاء جمعية خاص بمرض نقص النمو، يشرف عليه أطباء اختصاصيين وفنيين مدربين، كما عملنا على إنشاء دائرة إحصاء في الشمال السوري لمتابعة كل الحالات وتسجيل الإصابات الجديدة، ولدينا ٣٠٠ حالة مثبة ونقوم بمراسلة الجهات الصحية الداعمة، لكن الاستجابة ضعيفة لأن المنظمات تعتبر هذا المرض غير خطير أو غير قاتل.”
وتحدث إلينا الدكتور (أنس الدغيم) رئيس دائرة الرعاية الأولية في مديرية صحة إدلب الذي قال: “تعمل مديرية الصحة على الإجراء اللازم للحد من انتشار هذا المرض ومعالجته بدءًا بالإحصائيات التي تم إجراؤها وانتهاءً بموضوع المساهمة في تامين المعالجات.”
وأضاف: “عملنا على تأمين الأدوية الخاصة والتواصل والتنسيق مع الأطباء لرصد الإصابات وتسجيلها في قاعدة البيانات الإجمالية من أجل المتابعة وتوفير العلاج”.
فشل النمو مرض طويل الأمد ويحتاج للمتابعة والعلاج الطويل، وهذا الأمر يشكل عبئًا على الكثير من السوريين بسب الظروف المعيشية الصعبة والأوضاع المتردية في المحرر، مما ينبغي على المنظمات الصحية والجهات المعنية الوقوف بجدية أكثر في مواجهة هذه المشكلة.
1 تعليق
فاطمة ابرص
السلام عليكم انا منذ سنة قدم عاوظيفة في منظمة اطباء عبر القارات في ادلب ولم استطع الحضور الفحص لاسباب الحرب ارجو المساعدة في توظيفي