بقلم: موسى الرَّحال
خطوة روسية سريعة ومفاجئة لم يكن لها تخطيط من قبل، حيث بدأ انسحاب القوة الروسية جزئيا من الأراضي السورية بعد تحقيق أغلب الأهداف الروسية في سورية، ولكن إلى الآن لم يُعرف بالتحديد ما هي الأهداف المقصودة التي تحققت للروس من تدخلهم العسكري المثير للجدل في الأزمة السورية، ولا إلى أي مدى سيذهبون من خلال انسحابهم الذي لم يُحدد له فترة زمنية، لكن كلَّ هذا لم يكن إلا تكتيكيا روسيا بسبب اقتصادهم الذي هو على وشك الانهيار بسبب هذه الحملة العسكرية الكبيرة، ومن جهة أخرى تريد روسيا أن تُظهر النظام بمظهر المنتصر لكي تُكسبه المفاوضات بينه وبين المعارضة في مؤتمر جنيف، ولكن في الحقيقة سبب هذا الانسحاب هو مخاوف روسيا من الأسد لأنَّه يحاول جرهم إلى حرب طويلة الأمد، ولأنَّ الروس أيقنوا بأن لا جدوى من إنعاش الأسد الذي هو ونظامه أوشكوا على الانتهاء والسقوط، وأنَّ هذا التدخل سيفقدهم علاقاتهم الودية مع الدول النفطية ودول أخرى لاسيما تركيا بعد مشكلة إسقاط الطائرة التي كادت أن تتسبب بحرب عالمية ثالثة، هذا الانسحاب جاء بالسرور لقوى المعارضة العاملة على الارض بسبب ما شاهدوه من شراسة هذه الحملة التي أدت إلى خسارة مساحات واسعة من الأراضي المحررة، أما بالنسبة إلى قوى النظام فإنَّ هذا الانسحاب جاء باليأس وخيبة الامل وخاصة بعد أن خسر النظام قواه على الأرض.
إنَّ كلَّ هذا أمل من روسيا في خلق توازن على طاولة المفاوضات لكي يتجهوا إلى حلٍّ سياسي للأزمة السورية، لكي يتجه السوريون إلى طلب المفاوضات ويكون الانتصار لروسيا ونظام الأسد، ولكن هذا بعيد كل البعد عن مخيلاتهم، لأنَّ الشعب سيظل يقاوم ويقاتل إلى أن تلملم روسيا جميع أذيالها من سوريا وتعود مذمومة مدحورة بفعل أيادي الشرف والبطولة، أيادي الشعب السوري العظيم.