جيهان سيد عيسى |
عاش السوريون المقيمون في تركيا ليلة أمس الجمعة، مشاعر مختلطة بعد إعلان الإعلام التركي عن مقتل 33 جنديًا تركيًا في ريف إدلب شمال غرب سورية إثر استهدافهم بغارة جوية من نظام الأسد، بحسب وكالة الأناضول، وإصابة 32 آخرين حسب ما أوردت نيو ترك برس وباقي الوكالات الإعلامية.
اختلطت مشاعرهم بين الحزن لمقتل الشبان الأتراك فهم “لا يريدون أن تعيش الأمهات التركيات اللواتي استقبلنَ السوريين وعشنَ معهنَّ لمدة سنوات الحرب الماضية ما عاشته الأمهات السوريات ” بحسب ما ذكرت خديجة الأم السورية التي جاءت تركيا هاربة بأولادها الأطفال بعد مقتل زوجها في القصف الروسي على حلب.
كما أن السوريين لا يريدون أن تتورط تركيا في الحرب، رغم أنهم في ذات الوقت طالبوها بالمساعدة مسبقًا “بإعطائهم مضادات طيران ليقاتلوا عدوهم بأيديهم” كما قال (محمود) أحد الشبان الذين واجهوا النظام لسنوات في حربه على مدينته حلب.
كما شعر السوريون بحالة خوف وارتباك من ردة فعل الشارع التركي ” فقد اعتادوا دائمًا أن يكونوا الضحية ” حسب ما صرح به الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دعا بعضهم إلى الابتعاد عن الأماكن العامة والتزام البيوت ما أمكن تحسبًا من أي تصرف انفعالي أو محاولة شغب يقوم بها الموالون للأسد من السوريين الموجودين في الأراضي التركية لإثارة الفوضى في الشارع التركي.
ودعت بعض المراكز الدعوية في عدد من الولايات التركية لصلاة الغائب على الشهداء الأتراك بعد صلاة الجمعة، وعمت حالة حزن وحداد على منشورات السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، و ظهر خطاب جديد في منشوراتهم استرجعوا من خلاله تاريخهم المشترك في الدفاع والمعارك وآخرها معركة (جنق قلعة) التي انتصر فيها العثمانيون على الإنجليز والفرنسيين عام 1915 والتي مازالت عيدًا وطنيًا للأتراك يحتفلون به حتى اليوم، وبدؤوا يستعيدون أسماء شهدائهم الذين قضوا دفاعًا عن الدولة العثمانية في هذه المعركة لا سيما شهداءهم من مدينة إدلب التي قضى فيها الجنود الأتراك البارحة، وتصدرت صورة أسمائهم باللغة التركية صفحاتهم الشخصية ومجموعات الواتس، وفي التقرير صورة مرفقة.
وعبَّر الكثيرون عن مشاعر حب وإخاء تجاه الأتراك، إذ اختلط الدم التركي مع الدم السوري على الأرض مما غير حالة الاستياء الشعبي السوري في تركيا من القوانين الأخيرة المتعلقة بالترحيل وأذون السفر ومشاكل الحصول على (الكيمليك) وبعض حالات العنصرية تجاه السوريين، فهم شعب واحد وقضية واحدة، يقول محمد (طبيب سوري): ” كانت الهجرة إلى أوربا حلمي، أما الآن فلا، تركيا بلدي كما سورية بلد كل الأتراك، وما حدود سايكس بيكو بيننا سوى سكين مؤامرة حاولت رسم القطيعة بيننا، وإنني مدين لتلك الأحداث التي جعلتنا نعي ما يجمعنا نحن السوريين مع إخوتنا الأتراك. ”
هذا ويذكر أن الأتراك مصممون على الاستمرار في المعركة ضد النظام الأسدي والانتقام لكل الشهداء الأتراك والسوريين على حد سواء، حسب كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان الأخيرة التي ألقاها بعد استهداف جنوده ليلة الخميس، كما صرح رئيس البرلمان التركي مصطفى شنط وبحسب نيو ترك بوست: “لسنا دولة تستهدف الصمت حيال هجوم يستهدفها، مهما كانت الحسابات الدولية.”