عكيد جولي – الحسكة
نتيجة القصف وحالة الحرب التي تعيشها سوريا، نزحت العديد من العائلات التي كانت تقطن في المحافظات السورية التي تشهد الدمار والقصف من قبل طيران النظام السوري وحليفه الروسي إلى محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، ونتيجة النزوح الكبير وسكن عدد كبير من العائلات في المحافظة، أدَّى ذلك إلى تفاقم مشكلة أزمة السيارات في الحسكة.
فقد أثارت أزمة الازدحام مشكلة كبيرة في المحافظة التي اكتظت شوارعها بالسيارات، ولعلَّ أهم الأسباب التي فاقمت هذه المشكلة هي حالة الأمان النسبية التي تعيشها المنطقة.
إنَّ نزوح عدد كبير من المحافظات الأخرى لم يقتصر على المواطنين فحسب، بل كان مترافقاً مع السيارات والمركبات الخاصة بهم، ولعلَّ أكثر النتائج السلبية لهذا الازدحام الكبير للسيارات تكمن في انزعاج أصحاب السيارات المحلية خاصةً السرافيس، لأنَّ معظم السيارات الدخيلة على المحافظة بدأت العمل على خطوط السرافيس.
وفي هذا السياق تحدَّث “محمد سعيد” وهو سائق مركبة عامة إلى صحيفة حبر عن الموضوع قائلاً “عندما نزحت العائلات من المحافظات الأخرى إلى محافظة الحسكة، كانت أبوابنا مفتوحة أمامهم، وما زلنا نعتبرهم أخوة وضيوفاً عندنا، أمَّا بخصوص أزمة السيارات، فمدينة صغيرة كعامودا، أصبحنا نعاني منها، فسابقاً كانت السيارات تعدّ على الأصابع، أمَّا الآن فأصبحنا ننتظر كثيراً لفتح الطريق أمامنا والسير وسط المدينة”.
وأياً كانت النتائج فالأسباب التي أدَّت إلى نزوح الأهالي من مناطقهم تشفع لهم في كثيرٍ من الأمور، وأهالي الحسكة يشاركون إخوانهم النازحين دوماً في آلامهم وآمالهم.
وفي لقاء لـ صحيفة حبر، قال “معصوم أحمد” مواطن من مدينة الحسكة ” لم نوصد أبوابنا يوماً أمام إخواننا النازحين من المحافظات التي تشهد قصف النظام السوري، ولكن هذه المشكلة باتت أكثر تذمراً منها في الآونة الأخيرة، فبغض النظر عن كلِّ ذلك، فإنَّ الدخان الخارج من تلك السيارات نتيجة سوء المحروقات بات يزعجنا أكثر من أي وقت مضى”.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ محافظة الحسكة كانت ملاذاً آمناً للسوريين الذين نزحوا من المحافظات الأخرى، ويعيش في المدينة مواطنون سوريون من مدن حلب وحمص ودمشق ودير الزور.