بقلم: براء الشيخ –
ها هي روسيا تسحب قواتها العسكرية من سورية، عائدة إلى قواعدها بعد مضي ثلاثة أشهر، وهنا نجد أسئلة كثيرة تفرض نفسها.
لماذا قامت روسيا بسحب قواتها من سورية؟
أو لماذا قامت روسيا بالتدخل في سوريا منذ البداية؟
هل هي حقا للدفاع عن الأسد؟ أم من أجل تنفيذ خطة كانت قد وضعتها سابقا من أجل مصالحها الشخصية، وكانت هذه الخطة تستلزم التدخل العسكري في سورية ؟
لقد قامت روسيا بالتدخل في سورية من أجل تنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى إفشال خطة المعارضة بتدمير البنى التحتية لسورية، وهذا مهمٌّ بالنسبة إليها، فتدمير البنى التحتية يؤثر على الثروات الباطنية في سورية، وهذا مالا تريده روسيا، فهي تدافع عن الأسد بموجب اتفاق عقد بينهما، ففي الخريف الماضي كان النظام على حافة الهاوية والسقوط، فقامت روسيا باستغلال هذه الفرصة الذهبية وهي مساعدة الأسد وإنقاذه من الهلاك مقابل الثروات السورية، وبالفعل تمَّ الاتفاق على ذلك، غير أنَّ هذا الاتفاق لم يدم طويلا، فعندما شعرت روسيا بأنَّ المعارضة السورية قد استلمت الصواريخ الحرارية والأسلحة الحديثة وقفت ساكنة بلا حراك، وهذا ليس السبب وراء سحب روسيا لقواتها من سوريا، إنَّما السبب الرئيسي هو معرفة الخطة التي كانت تحاك من وراء ظهرها بين الأسد وإيران، هذا من جهة، أمَّا من جهة أخرى، معرفة روسيا بموافقة أوباما الشهر الفائت على نشر قوات مقاتلة حديثة ضمن قوى الناتو، وذلك في دول البلطيق وأوروبا الشرقية وعلى الحدود الروسية، وموافقة البنتاغون على تطوير أسلحة تكتيكية نووية حرارية (جوية، برية، بحرية) ستضاف إلى الترسانة الأمريكية، ممَّا يتطلب من روسيا السعي جاهدة إلى موازنة هائلة لقواتها مقارنة بتلك الأسلحة وهو ما لا تملكه حاليا، فقد بلغت تكلفة ما أنفقته روسيا في سورية أكثر من 3مليون$ وإضافة إلى ذلك انخفاض أسعار النفط بشكل كبير في روسيا، ممَّا جعل روسيا ولأول مرة منذ عام 2000 تقوم بتخفيض موازنة وزارة الدفاع لديها بنسبة %5 وذلك بعد كل ما سعت إليه موسكو من عقود حصرية تكامل إنتاج النفط والغاز سواء أكان داخل سوريا أم خارجها، حيث تمَّ توقيع هذه العقود مع شركات روسية وتصديقها من الأسد.
وكان مضمون هذه الخطة، أن يقوم الأسد بإرسال دعوات إلى المعارضة السورية وترغيبهم بأنَّه سوف يتم إعطاؤهم مناصب وزارية، بل إقامة محادثات سورية سورية والتوصل بمضمونها إلى حل سياسي شامل بعيدا عن مؤتمر جنيف دون معرفة أمريكا وروسيا.
فقد تمَّ التواصل مع أعضاء من الحكومة السورية المؤقتة في تركيا بالخارج من أجل ذلك.
ترى هل سيقبل أعضاء المعارضة بذلك؟ وهل سنشهد تغيرات جديدة على أرض الواقع؟