قتيبة عبد الجواد |
بطيئًا يبدو لنا تقدم القوات التركية في إدلب، مع حالات كر وفر، خاصة بعد نهاية المهلة التي حددها أردوغان لانسحاب مليشيات الأسد إلى حدود اتفاق سوتشي 2019 ، إذ أمل الشعب السوري أن يستيقظوا صباح الأول من آذار /مارس ليجدوا الجيش التركي قد دحر مليشيات الأسد لما بعد مورك، لكن الحسابات الدولية لا تتوافق والأماني، وإنما النصر صبر ساعة، والجيش التركي يستند في عملية (درع الربيع) إلى تحقيق نصر بعيد المدى، معتمدًا على جناحين؛ المفاوضات مع الوفود الروسية وآخرها قمة أردوغان-بوتين التي تخفي أكثر ممَّا أُعلن عنه، و تصيّد ميليشيات الأسد عبر الطائرات المسيرة (بيرقدار) حيث قُدِّرت الخسائر البشرية لميليشيات الأسد بما يقارب ثلاثة آلاف بين قتيل وجريح من مختلف التشكيلات والميليشيات المحلية والمستوردة، وذلك من خلال الاستهداف بعيد المدى بالمدفعية متجنبين الحرب المباشرة، فضلًا عن الخسائر في المعدات العسكرية، كل ذلك حصل في أسبوع واحد، وباعتراف بوتين نفسه فإن مليشيات الأسد تكبدت خسائر فادحة ومفاجئة، وما الهدنة إلا استراحة مقاتل وإعادة ترتيب الأوراق.
إن الخطة التركية ترتكز على إنهاك الفريسة قبل الانقضاض عليها والتمكن منها، ممَّا يقلل من الخسارة البشرية للجيش التركي حال اللقاء المباشر الفوري.
وكأن النفس الطويل للأتراك هو نمطُ حياةٍ اجتماعي قبل أن يكون عسكريًا؛ ألم ترَ، عزيزي القارئ، أن أقل مسلسل تركي مؤلف من أكثر من مئة حلقة موزع على ثلاثة أجزاء؟! وما وادي الذئاب منك ببعيد.