عبد الملك قرة محمد |
فرض التخوف من وصول مرض الكورونا (كوفيد 19) إلى المناطق المحررة جمودًا اقتصاديًا واضحًا وتوقفًا لمعظم المنشآت التعليمية من جامعات ومدارس لا سيما في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.
كما أعلنت معظم المعابر التي تربط الشمال السوري بتركيا أو بمناطق النظام عن توقف مؤقت بسبب الخوف من وصول فايروس كورونا إلى مناطقنا التي قد تكون ضعيفة في قدرتها الطبية على احتواء المرضى في حال تسجيل أي إصابة لا سيما مع الضعف الطبي الذي خلفه نظام الأسد من خلال استهدافه للمستشفيات.
وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية بعد تسجيل خمس إصابات في تركيا، وورود أنباء عن تسجيل إصابات كورونا بأربع محافظات تابعة للنظام السوري هي (اللاذقية، وطرطوس، وحمص ودمشق) بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما أن مدينة حلب مليئة بالميليشيات الإيرانية التي فتك المرض بعناصرها وقاداتها.
صحيفة حبر التقت مدير المكتب الإعلامي لمعبر باب السلامة (أحمد حاج علي) للوقوف عند حيثيات الأمر وخطوته، الذي أفادنا بقوله: “اتخذنا إجراءات لمنع وصول كورونا إلى مناطقنا حيث تم إحداث نقطتين طبيتين في المعبر واحدة للمشاة والسيارات الصغيرة والثانية في ساحة الشحن للسيارات التجارية الكبيرة القادمة من تركيا.
ونوه أنه لا وجود لتغييرات في عمل المعبر حتى الآن، إلا أن الجانب التركي أعلم إدارة المعبر بتوقف مؤقت لزيارات العيد.
صحيفة حبر أيضاً التقت مع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور (مرام الشيخ) الذي أكد أنه “تم اتخاذ إجراءات احترازية عالية المستوى، حيث تمت مناقشة إغلاق المعابر مع النظام وقسد، كما تم توظيف عدد من الممرضين في نقاط طبية في المعابر.”
وأضاف أنه “تم القيام بحملات توعية وطباعة بروشورات وتوزيعها على المدنيين، كما أقيمت محاضرات توعية استهدفت عددًا كبيرًا من السكان.”
وأشار الشيخ إلى استمرار التنسيق مع المنظمات الدولية والمديريات من أجل تطوير مخبر الإنذار المبكر، وإنشاء مركزين للحجر الصحي، كما يتم تدريب بعض الكوادر الطبية على العمل على أجهزة كشف كورونا.
وفيما يخص الإشاعات التي تتحدث عن وجود إصابات في مدينة الباب وغيرها من المناطق المحررة، أكد الدكتور (مرام) لصحيفة حبر أن “كل هذه الأنباء منفية، حيث لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بالكورونا حتى الآن، وفي مدينة الباب تم فحص 38 حالة مشتبه بها وأخذ عينات، والنتيجة كانت خلوها من فايروس كورونا.”
وبدروها الحكومة السورية المؤقتة، أصدرت اليوم السبت، مجموعة إجراءات وقائية وخطة طبية لمواجهة محتملة لفيروس “كورونا” في الشمال السوري المحرر، حيث قالت عبر معرفتها الرسمية: “إن وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الصحة التركية ومنظمة الصحة العالمية، جهزت ثلاث وحدات عزل في مناطق (سلقين، ودارة عزة، والباب) للإصابات الشديدة بسعة 20 سريراً لكل واحدة منها، بالإضافة إلى 28 وحدة استشفاء مجتمعية للحالات الخفيفة.”
كما التقينا أيضاً الدكتور (حسن العبيد) من ريف حلب الغربي الذي قال: “ليس لدينا إمكانيات ولا يوجد للآن كورونا في المحرر، وقد تم الحث على إغلاق المعابر مع النظام ويتم إحراز تقدم بهذا الملف.”
وأشار إلى أن فحص القادمين قائم وسيتم تخصيص غرف عزل خاصة، كما يتم الاهتمام بالتوعية الصحية، والأمر المساعد هو تنامي حالة الاهتمام بالوباء والقلق منه.
وحول رأيه فيما إذا انتشر الكورونا في مناطق النظام قال: “نعم كل المؤشرات تدل على وجود إصابات في مناطق النظام رغم نفيه لذلك، فسياسته بالإنكار معروفة لدينا جيدًا.”
الجدير بالذكر أن الإجراءات التي فرضتها المناطق المحررة تتوفق على مثيلاتها في مناطق النظام، فهي أكثر جديةً في مواجهة الفايروس، فالنظام السوري رغم إعلانه عن إغلاق الرحلات من وإلى إيران تبقى معابره البرية مع العراق ممرًا يوميًا لميليشيات إيران، وهو ما يشير إلى إمكانية وصول كورونا إلى المدنيين في المناطق التابعة لنظام الأسد.