بقلم : عائشة شيخ محمودقالوا قديمًا الأولادُ قطع الأكباد التي تمشي على الأرض ، لأنّ الولدَ قرّةُ العين وزينة الحياة ، وهبنا الله إيّاه لنصونَه ونرعاه ، ليساعدَ في بناء الأمة والنهوض بالمجتمع ، واللافت للنظر أنَّ آباء اليوم قد استكثروا من الأولاد ثم فلتوهم في الشوارع ، أهملوهم إهمالًا شنيعًا ، لا في الطعام والشراب ، لا في الفراش والثياب ، ولكنْ أهملوهم في تعليم دينهم ، وتطهير أرواحهم ، وصون فطرتهم ، وتدعيم أخلاقهم .بالأمس سمعتُ طفلًا صغيرًا لم يتجاوز الخامسة يردّد كلماتٍ تحمرُّ منها وجوه الرّجال ، فمَنْ علَّمه تلك الكلمات ؟ مَنْ أفسد فطرة الله ؟ لا بُدَّ أنَّه والده .أيّها الإخوة القرّاء ، لولا أنّ العارفَ يُعلّم الجاهل ، وأنّ المعلّمَ يربّي الناشئة لما استقامت الحياة ، ولذلك يجب على الآباء أنْ يربّوا أبناءَهم وَفق القواعد والأسس التربوية مستفيدين من تجارب الغرب وما قدّموا له في هذا المجال .على التربويين أنْ يهتمّوا بجوانبَ خمسةٍ في بناء الطّفل السويّ ، وهي :1- البناء العقائديّ : وذلك بربط الطّفل بالله تعالى ، وتعليمه كلمتي الشّهادة ، لتستقرَ فكرة توحيد الله في ذهنه ، وتتشرّبها نفسه .2- البناء التعبديّ : لتنشئة الأبناء بداية على عبادة خالقهم منذ المراحل الأولى من حياتهم ، وتدريبهم على أدائها عمليًا بالأساليب التربويّة .3- البناء الخُلُقي : وذلك بتدعيم الأخلاق في قلب الولد ، ودفعه إلى تحويلها إلى سلوك عمليّ يخدم المجتمع .4- البناء العقليّ العلميّ : فيُنبّه الولد على فضل العلم ومكانة العلماء ، وحاجة المجتمعات إلى التّقدم في المجالين العلمي والتقاني .5- البناء العمليّ : ليبصرَ الطفلُ فضلَ العمل وأهميته في الحياة والمجتمع ، ودوره في التقدّم والنهوض .فيا أيها الأحبة ..إنَّ أولادَكم أماناتٌ في أعناقكم ، فإنْ شكوتم خسارها فمنكم وعليكم ، وإنْ رأيتم صلاحها فمنكم ولكم ، واعلموا أنَّكم عن أبنائكم لمسؤولون .