محمد حمروش |
أسئلة كثيرة تنتاب طلاب جامعة إدلب فيما يتعلق بامتحانات الفصل الأول هل ستستمر أم ستتوقف؟ وذلك بعد الحديث عن توقيف الامتحانات ثانيةً، وهذه المرة ليس بسبب القصف أو النزوح إنما بسبب فايروس كورونا المُستجِد.
خاصةً بعد أن أصدرت رئاسة الوزراء في حكومة الإنقاذ بيانًا رسميًا بتاريخ 30/03/2020 طالبت فيه بإيقاف العملية الامتحانية في كافة الجامعات والمعاهد العامة والخاصة، وذلك بدءًا من يوم السبت 4/4/2020 وحتى إشعارٍ آخر بحسب البيان، فضلاً عن إيقاف كافة الأنشطة الأكاديمية التي تستدعي تجمعًا بشريًا (كالندوات العلمية، ومناقشة رسائل الماجستير، والدكتوراه وغيرها) ووجهت الوزارة إلى الكليات الطبية القيام بدورها للتعريف بخطر انتشار فايروس كورونا وطرق الوقاية والعلاج منه بحسب البيان.
في حين لم يصدر أي رد أو تعليق رسمي من رئاسة جامعة إدلب على البيان الذي أصدرته الحكومة بخصوص إيقاف الامتحانات، يؤكد إذا ما كان بالفعل سيتم توقيف الامتحانات أو ستستمر كونها أصبحت في نهايتها، ولم يتبقَ للطلاب سوى مادة أو مادتين حتى ينتهوا من الامتحان بشكل تلقائي.
صحيفة حبر تواصلت مع وزير التعليم الدكتور (حسن جبران) للاستفسار عن الموضوع، إلا أنه اعتذر عن الحديث، في حين قال السيد (عبد الكريم الخطيب) مسؤول شؤون الطلاب في معهد الإعلام بجامعة إدلب إن: “الامتحانات مستمرة ولن تتوقف”.
وكانت الامتحانات للدورة الفصلية الأولى في جامعة إدلب بدأت نهاية الشهر الأول من العام الحالي، وقدَّم الطلاب مادة واحدة وتوقف بعدها الامتحان وتأجل لإشعار آخر بسبب تصعيد قوات الأسد وحلفائها والحملة الشرسة التي شنتها على محافظة إدلب التي تركزت على الأرياف الجنوبية والشرقية.
الطالب (أحمد العبد الله) من معهد الإعلام، قال: إنه “قدم مادة (التحرير الصحفي) يومها، وتوقفت بعدها الامتحانات بسبب العملية العسكرية التي شنتها قوات الأسد وما نتج عنها من نزوح للطلاب وعائلاتهم.”
لتعود الامتحانات وتُستأنَف منتصف شهر آذار المنصرم وتستمر حتى الآن، في ظل احتمال إيقافها وتأجيلها للمرة الثانية، لكن هذه المرة بسبب جائحة كورونا التي شلت العالم من غربه إلى شرقه في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والتعليمية، ومنعت حركة الأسواق والتجارة حتى وصل الأمر إلى فرض حظر التجوال والحجر المنزلي في العديد من المدن والبلدان حول العالم.
الطلاب فضَّل بعضهم استمرار الامتحانات على توقفها بسبب التكاليف المادية الكبيرة التي ينفقونها بحسب الطالب (أحمد سلام عليك) الذي تحدث عن أعداد كبيرة من الطلاب يضطرون لدفع إيجارات البيوت ربما لشهر أو أكثر من أجل تقديم مادة أو مادتين حال تأجل الامتحان، في ظل ظروف مادية صعبة يعيشها الطلاب، فضلاً عن ارتفاع أسعار إيجارات البيوت إثر النزوح الكبير الذي شهدته مناطق ريف إدلب الجنوبي واكتظاظ مدينة إدلب بالسكان، الأمر الذي جعل تأمين غرفة في المدينة أمرًا أشبه بالمستحيل.
الطالب (أيمن تامر) رأى أن “يتم اتباع أساليب الوقاية، كالكمامة والقفازات والتعقيم بشكل جيد، وعدم الاستهزاء أو التقليل من هذه الخطوات، وألا يتوقف الامتحان كونه لم يبقَ للطلاب سوى مادة أو مادتين” في المقابل رأى البعض الأخر من الطلبة أن الأفضل إيقاف العملية الامتحانية خوفًا من الفيروس التاجي، كالطالب (أحمد الأطرش) الذي قال: “إن استمرار الامتحانات إلى الآن خطأ كبير ويجب إغلاق الجامعات قبل إغلاق المعابر.”
ليبقى الطلاب في حيرة من أمرهم، هل تستمر الامتحانات أم تتوقف؟ طالب يسأل وآخر يجيب دون تأكيد، في دورة فصلية مليئة بالعقبات توقفت فيها الامتحانات بسبب القصف وهجمات النظام حلفائه، ومُهدَّدة بالتوقف مرة أخرى بسبب جائحة كورونا التي أوقفت العالم كله على قدم واحدة.