أحمد زكريا |
شكا قاطنو مخيم “الركبان” في البادية السورية القريب من الحدود السورية الأردنية عبر صحيفة حبر، من انعدام مادتي الطحين والسكر، إضافة إلى إغلاق النقطة الطبية الوحيدة من قبل الأردن بسبب أزمة (كورونا) مطالبين في الوقت ذاته المنظمات الإغاثية التحرك لمدِّ يد العون لهم.
وقال الناشط الإغاثي (عماد أبو شام) لصحيفة حبر: “إن الوضع العام سيء للغاية في المخيم بسبب حصار قوات الأسد للمخيم منذ تاريخ 9 شباط/فبراير 2019 وحتى يومنا هذا، وازدادت وتيرة الحصار على المخيم من أسبوعين تقريبًا”.
وأضاف (أبو شام) أن “المخيم يعاني اليوم من فقدان مادتي السكر والطحين، وهناك مجاعة حقيقية تضرب المخيم بسبب الظروف المعيشية القاسية”.
وأوضح أن “الوضع الاقتصادي سيء والمواد غير متوفرة بشكل دائم، وفي حال دخلت المواد المقطوعة عن طريق مهربين، فإن مواد أخرى من الممكن أن تنقطع أيضًا، يضاف إلى ذلك حالة الاحتكار التي يقوم بها تجار الأزمات وخاصة احتكار المواد الأساسية اللازمة للحياة اليومية، وسط غياب أي رادع إنساني يردعهم”.
وذكر (أبو شام) أن “الوضع الصحي سيء للغاية بسبب إغلاق نقطة (العون) الطبية التي تقع ضمن الحدود الأردنية من قبل السلطات الأردنية في خطوة احترازية منها بعد تفشي وباء كورونا في العالم، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي بالمخيم خصوصًا بعد إغلاق هذه النقطة الطبية وعدم تلقي النازحين أي علاج صحي”.
ويؤوي المخيم نحو 60 ألف نازح، أغلبهم نزح من ريف حمص الشرقي هربًا من قوات نظام الأسد وتنظيم (داعش) الإرهابي.
وفيما يتعلق بانتشار وباء كورونا في المنطقة أكد (أبو شام) أنه “لم تسجل أي حالة كورونا في المخيم كونه أصلاً في حالة حجر صحي منذ أكثر من سنة بسبب حصار قوات النظام له، إضافة إلى أنه لا أحد يدخل إليه أو يخرج منه، ولكن لا يوجد إجراءات وقائية سواء على صعيد توافر الكمامات أو المعقمات أو حتى مواد التنظيف”.
وأشار إلى “أنه مع عدد من المتطوعين أطلقوا مؤخرًا حملة للوقاية من كورونا داخل المخيم، ولكن عدم توافر المواد اللازمة للوقاية من الفيروس تجعل المهمة صعبة جدًا في حال تسلل الفيروس إلى المخيم.”
ومنذ عدة أشهر تغيب المساعدات الإغاثية عن قاطني مخيم (الركبان) الأمر الذي دفع بالأهالي في أكثر من مناسبة لتنظيم وقفات احتجاجية منددة بالصمت الدولي تجاه الظروف الإنسانية التي يمرون بها، ومطالبين بضرورة إدخال المواد الغذائية والطبية للمخيم.
وكانت آخر قافلة مساعدات أممية دخلت للمخيم في 7 شباط/فبراير 2019، ورغم ذلك فقد كانت المساعدات خجولة ولا تكفي سوى لبضعة أشهر، رغم كل نداءات الاستغاثة.
وحول ذلك قال (أبو شام): “لا يوجد اليوم أي وعود بإدخال مواد إغاثية إلى المخيم سواء من الأمم المتحدة أو من منظمات إنسانية أو حتى من جمعيات خيرية، لذلك فالوضع سيء، وأنا أكلمك من قلب مجروح كون الوضع كارثي بكل معنى الكلمة”.
وحذر (أبو شام) في ختام حديثه من كارثة طبية على موعد معها سكان المخيم، وقال: ” لقد كنا نعتمد على نقطة (عون) الطبية، ولكن بعد إغلاقها مؤخرًا تأزم الوضع جدًا وبات الأهالي يعتمدون على بعض الممرضين المتدربين في المجال الطبي من أجل تلقي العلاج، في حين لا يوجد أي طبيب لتخديم المرضى في المخيم”.
يشار إلى أن مخيم (الركبان) وبسبب تمركزه في منطقة شبه صحراوية، فإن سوء الأحوال الجوية والعواصف الغبارية تزيد من معاناة قاطنيه، وسط غياب الحلول المرجوة دوليا، في ظل استمرار حصار الأسد وحليفته روسيا للمخيم بهدف التضييق على الأهالي وإجبارهم على التسوية والمصالحات والعودة إلى حضن النظام.