مخطئٌ من كان يظن أن الثورة في سوريا كانت خياراً ، ولو كانت كذلك لما كان عاقل اختارها ، فمازلنا ننتظر المزيد ، لأننا نعرف مدى إجرام هذا النظام وطغيانه .الثورة في سوريا جاءت لتضعنا في المكان الصحيح الذي لم يعد يمكن أبداً التخلي عنه أو تأجيله ، فقد انتقل النظام من قمع الحريات إلى تهديد الدين والمعتقدات وإفساد الإنسان والتحريض على الفواحش وتيسير طرقها ، وما إلى ذلك مما يعرفه أهل هذا البلد جيداً .لا يمكن أن تبقى صامتاً في وضع كهذا ، لأنك ببساطة خلقت كريماً شريفاً عظيماً ، ولم تخلق ذليلاً هيناً وضيعاً كما يريدك هؤلاء ، لا خيار لنا إلا أن نكون كما خلقنا ، ومن ارتضى لنفسه الذل والمهانة فهذا شأنه إن ارتضى أن ينسلخ من آدميته ليكون كالأنعامِ بل أضل . الثورة في سوريا على قسوة تكلفتها ، هي الخيار الوحيد لهذا الشعب مهما تغير التاريخ واستدارت الأحداث ، إنها صرخة في وجه ظلم سلخ منا كلّ ما يعتز به الإنسان من كرامة ومروءة وشجاعة ، لذلك كان لابد أن يثور ليقنع نفسه أولاً والعالم من حوله أنه لايزال إنساناً ، وليبعد عنه عار من يفاخر الآن في صفوف النظام بالحذاء نبراسا ومشعلاً .لا أريد الإطالة ، لكن كثرة الآلام جعلت بعضنا يلوم نفسه الكريمة يوم قرر ان يكون ثائراً في وجه هذا العالم الذي يتآمر لقتل هذه الثورة ، الحرب تكبر يوماً بعد يوم ، ولكنك أنت ، أنت وحدك كفيل بإنهاء هذه المعاناة إن كنت مؤمناً بأنك على الحق كما كنت أول مرة . المدير العام / أحمد وديع العبسي