عبد الملك قرة محمد |
رصدت صحيفة حبر حالةً من اللامبالاة الكبيرة وغير المبررة من المدنيين في إدلب تجاه الإجراءات الوقائية ضد فايروس كورونا الذي أصاب المناطق المحاذية لإدلب كتركيا ومناطق سيطرة النظام السوري.
صحيفة (حبر) أجرت لقاءً مع الدكتور (أيمن جبس) وزير الصحة في حكومة الإنقاذ، التي تتولى إدارة إدلب للحديث عن مخاطر وأسباب حالة التهاون تجاه فايروس كورونا.
وعن الإجراءات التي قامت بها الوزارة في المجال الوقائي قال الدكتور (أيمن جبس): “حتى الآن لم تُسجَّل أي إصابة في المناطق المحررة، ومع ذلك نقوم بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية بحظر التجمعات، إضافة إلى التعاميم والقرارات التي أصدرتها الحكومة لتخفيف التجمعات ومراقبة المعابر ثم إغلاق المعابر، حاليًا نقوم بتجهيز مركز حجر احترازي لضبط القادمين عبر الحدود والحجر عليهم لمدة 14 يومًا لمنع نقل المرض إلى المناطق المحررة.”
وبما يخص السبب باستهتار الناس ودور الحكومة في التوعية صرح الدكتور (جبس) أن “استهتار الناس هو بسبب تأخر ظهور الإصابات في المناطق المحررة والناس مازالت مسترخية، ولكن نرى خوفًا شديدًا من الناس عندما ينتشر على وسائل الإعلام أن هناك مصابًا بـ (كورونا) وبسبب الظروف المعيشية الصعبة ونشر الوعي بطريقة غير ممنهجة من عدة جهات، ونحن في الوزارة قمنا بنشر المطبوعات والمسموعات والمرئيات، لكن هناك عدة جهات من مديريات ودفاع ومنظمات فصار الأمر يبدو مضطربًا وبدأ بشكل متفاوت، فهذا الأمر كبير يحتاج جهودًا منظمة ومنسقة ومرتبة مع نشر الوعي بشكل تدريجي ومدروس، وهذا لم يحصل ونحن في الوزارة قمنا بالأمر بشكل تدريجي لكن وجود بقية المنظمات وأطراف فاعلة على الأرض أدى نوعًا ما إلى غير هذا الشيء.”
وكشف الدكتور عن تجاوب محدود للناس مع القرارات بشأن الوقاية من كورونا وقال: “الناس مستمرة بأعمالها ونشاطاتها، وعلى ما يبدو أن هناك تجاوب محدود، والناس غير مدركين حتى الآن خطورة انتشار هذا المرض الخطير في المحرر، وتبدو بعض الناس غير مقتنعة بهذا الوباء وتظن أن هناك تهويل من الإعلام وأن هناك أهداف سياسية أو ما شابه من وراء التهويل العالمي، ولكن نحن في الوزارة وبحسب الظروف التي نعيشها من كثافة سكانية عالية، نستطيع أن نأخذ جميع الاحتياطات الممكنة في ظل الظروف التي نعيشها، واستمرار الناس في أعمالهم وعدم إلغاء التجمعات والتهاون في أخذ الاحتياطات اللازمة، سوف يؤدي فيما بعد، إذا استمر الحال على ما هو عليه وفي حال انتشار المرض، إلى نتائج غير محمودة.
أما دور الإعلام، فبحسب الدكتور أيمن، فإن “الجهات الإعلامية والمنظمات الإنسانية يقع عليهم العاتق الأكبر، ولكن تدخل عدة جهات أدى إلى نوع من الاضطراب في موضوع التوعية، وكانت التوعية غير منسقة والكل قام في دور محمود لا بأس فيه، ولكن كل شيء يجب أن يكون مدروسًا وممنهجًا على حسب الخطر القادم، فعدم وجود الوباء سواء كان مكتشفًا حديثًا أو كان في ذروة انتشاره، فهذا الأمر يحتاج إلى تنسيق.”
وفيما يخص التساؤلات عن سبب استمرار الجامعات، قال الدكتور: “إن الامتحانات الجامعية توقفت منذ يوم أمس، وتم تأجيل الدوام في الفصل الثاني إلى 15 الشهر الحالي، وممكن يؤجل أكثر وهناك قرار صدر من رئاسة الحكومة يخص هذا الأمر.”
الجدير بالذكر أن أحد أهم أسباب عدم التزام الناس بالإجراءات الوقائية، وجود حاجة كبيرة للعمل وسط ظروف الفقر والنزوح وعدم توفر أي عائد مادي في حال قررت إحدى العائلات الالتزام بالحجر الصحي، في حين قامت مجموعة من المنظمات السورية بالسماح لموظفيها بالعمل من المنزل مع استمرار الراتب.