رؤى الزين |
تستخدم الكثير من الأمهات في المحرر السوري الحليب الاصطناعي ليكون مساعدًا لهنَّ في اتمام غذاء الطفل، ويعدُّ حليب الأطفال “رينو لاك ” المستورد من مناطق النظام من الأنواع الجيدة نوعًا ما، إذ يباع بنسبة40% من الأنواع الحليب الأخرى، ويتكون من حليب بقر مقشود وزيوت نباتية ومصل حليب البقر والمعادن والبروتينات والفيتامينات والدسم.
تروي (أم إلياس) رحلتها في البحث عن حليب لرضيعها بعد أن فقدت حليبها نتيجة قصف الطيران بالقرب من منزلها: “خضع طفلي لعدة أنواع من الحليب التركي، ولكن بسبب عدم توفره بكل المناطق المحررة، وخاصة بعد نزوحنا، أطعمت طفلي حليب (رينو لاك)، ويوجد عدة صيدليات بمدينة إدلب تبيع حليبًا فاسدًا ومنتهي الصلاحية من تاريخ ١٢/٣ ، وكل يومين أبحث عند أكثر من خمس صيدليات حتى أشتري علبة حليب لابني ضمن صلاحيته، وأغلب الصيدليات تبيع علبة الحليب بربع القيمة بعد انتهاء صلاحيته بـ 15 يومًا حتى لا تتلفه وتكسب ولو مبلغًا بسيطًا، والقسم الثاني يتجاهلون تاريخ الصلاحية ويبيعون الغلبة بسعرها الطبيعي 4500 ليرة سورية”.
تتجاهل بعض الصيدليات أضرار الحليب الذي انتهت صلاحيته، صحيفة حبر التقت دكتور الأطفال (صبحي) الذي حدثنا عن أضراره بقوله: “أضرار الحليب المنتهي الصلاحية قد يتعرّض الطفل للإصابة بالتسمّم الغذائي من البكتيريا غير الصّحية الموجودة في الحليب، ويمكن حدوث تشنجات في المعدة، والشّعور بالغثيان، والإسهال، وقد تستمر هذه الأعراض لأيّام، ويمكن أن تصبح هذه الأعراض أكثر شدّةً وعندها يحتاج الطفل المريض للتدخل الطبي”.
يقوم قسم المراقبة في نقابة الصيادلة بالتعاون مع المراقبة الدوائية التابعة لمديرية الصحة بجولات ميدانية على الصيدليات في مدينة إدلب، ويتحدث المسؤول عن المراقبة الدوائية )مصطفى الدغيم (: “نقوم بجولات ميدانية، وفي حال وجود مخالفة تلحق بالصيدلي العقوبات التي تبدأ بالتنبيه وتنتهي بتشميع الصيدلية”.
كما تفتقر المراقبة الدوائية للموظفين بالمقارنة مع وجود عدد كبير من الصيدليات في المحافظة، وفي ذلك يقول (الدغيم): ” ليس لدينا القدرة على وضع مراقب عند كل صيدلية، ولكن نحن مستعدون لتلقي أي شكوى وجاهزون لنتحقق منها ونحقق فيها فورًا.”
أما عن حليب (رينو لاك) خاصة وبيعه بالصيدليات بعد انتهاء صلاحيته، فقد نفى )الدغيم (وجود أي شكوى بهذا الخصوص وقال:” بالنسبة إلى الحليب والدواء المنتهي الصلاحية الموجود في الصيدليات وارد أن يكون في الصيدلية، وممكن بيعها بقصد الصيدلي أو بخطأ منه، ولكن نحن في حال أتتنا شكوى نقوم بالتحقق من ذلك، فإذا كان الصيدلي عارضها للبيع ويبيعها فهنا تُلحق به العقوبات والإجراءات المترتبة عليه، وفي حال كان الدواء أو الحليب غير معروض للبيع وهي في قائمة الدواء المتلف فهنا لا حق عليه”.
بدوره نفى نقيب صيادلة إدلب (يحيى نعمة) وجود أي علب حليب فاسدة في الصيدليات، مؤكدًا متابعة النقابة لهذه الأمور التي تُعدُّ مخالفة وتحمل صاحبها تبعات هذا الأمر، في حين أكد أن تلك العبوات يتم تداولها في المحال التجارية وصالات بيع المواد الإغاثية.
وأخيرًا: تتساءل (أم إلياس) بقولها: “لأنني انتبهت إلى الصلاحية أنقذت طفلي من المرض وربما من الموت، ، لكن لو كنت أُمًا لا تعرف القراءة أم لم أنتبه إلى التاريخ ابني سيكون ضحية مين؟!”